المقالات - فخر الصناعات والحرف التقليدية في فلسطين


فخر الصناعات والحرف التقليدية في فلسطين | فلسطيننا

تعكس الصناعات التقليدية في فلسطين طابعا تراثياً يحمل ملامح تاريخية أو دينية. وتصنف الصناعات التقليدية إلى فروع رئيسية هي: الخزف – منتجات خشب الزيتون – الزجاج اليدوي – الجلود – منتجات الصدف – الفخار – التطريز اليدوي – الخيزران وغيرها الكثير.


صناعة الخـزف:


على مر العصور، كانت وما زالت الخزافة مهنة تنتقل بين الأجيال في فلسطين، حيث يعود تاريخ صناعة الخزف في فلسطين إلى ما لا يقل عن 400 عام حيث أدخل الأتراك هذه الصناعة إلى فلسطين من خلال عمليات ترميم المسجد الأقصى في القدس الشريف، وأقيم أول مصنع للخزف في القدس عام 1922 لمتابعة أعمال الترميم من قبل شخص أرمني لا يزال مشغله يعمل في مدينة القدس حتى يومنا هذا. وتعتبر مدينة الخليل حالياً المدينة الأولى في إنتاج الخزف حيث أنشأ أول مصنع في عام 1962، وازدهرت هذه الصناعة على مدى العقود الماضية وازداد عدد المصانع إلا أنه تم إغلاق بعضها بعد قيام انتفاضة عام 2000.


صناعة خشب الزيتون:

تعتبر صناعة خشب الزيتون من أقدم الصناعات التقليدية في فلسطين حيث تعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وظهرت مع قدوم البعثات التبشيرية إلى الأراضي المقدسة، وبدأت بصناعة المسابح عندما حاول الرهبان الفرانسيسكان تشكيلها من بذور الزيتون، وتطورت هذه الصناعة إلى إنتاج أشكال دينية تسوق إلى السياح المسيحيين في منطقة بيت لحم.

ويوجد حاليا العديد من مشاغل الزيتون في الضفة الغربية التي تقع ضمن نطاق المنازل حيث تتبع عادة لسكن مالك المنشأة، التي ورثها غالباً عن أبيه وأجداده. ويعتبر خشب الزيتون موردًا متجددًا وصديقًا للبيئة، حيث يتم استخدام أجزاء الأشجار المتضررة أو المقطوعة بغرض إعادة تدويرها وتحويلها إلى منتجات فنية وصناعية مثل النقش على الخشب وصناعة الهدايا التذكارية. بفضل تاريخها الغني والتراث العريق، تعتبر صناعة خشب الزيتون جزءًا مهمًا من الثقافة والاقتصاد الفلسطيني، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية والتراث المحلي.


صناعة الزجاج اليدوي:

عرفت صناعة الزجاج اليدوي التقليدي في فلسطين منذ القدم، وذلك عبر الحضارات القديمة التي قامت على أراضيها وتطورت بشكل واضح بعد دخول الإسلام حيث ابتكرت أساليب متنوعة في الألوان والزخارف. تشمل منتجات صناعة الزجاج اليدوي في فلسطين مجموعة واسعة من القطع الفنية والديكورات المنزلية، مثل الأواني والصواني والمصابيح والمزهريات والمرايا والزجاج المعشق. تُعتبر هذه المنتجات مرموقة وتعبر عن الهوية الفلسطينية والمهارة اليدوية للحرفيين. وتتركز هذه الصناعة بشكل خاص في مدينة الخليل، حيث يوجد ثلاثة مصانع، تستخدم تقنيات يدوية بالكامل. إضافة إلى مصنع في مدينة نابلس أغلق في مطلع الانتفاضة.


صناعة الجلود:

يتركـز صناعة الجلود والصنادل الجلدية فـي غالبيته فـي محافظة الخليـل، إذ تعتمد هذه الصناعة على الحرفية والمهارات التقليدية، وتشكل مصدر رزق للعديد من العائلات في المدينة والمناطق المجاورة. كما تسهم في دعم الاقتصاد المحلي والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي والحرفي في المنطقة. وقد عانت مــن ســوء الظــروف الاقتصاديــة وعــدم الاســتقرار؛ إذ وقد شــهدت صناعة الجلود عصــرها الذهبــي فــي الأعوام مــن 1975 إلــى 2000، إلا أنــها تعــرضت إلــى تراجــع مســتمر بسبب الواقــع السياســي والإقتصــادي.


صناعة الصدف:

تتوزع أغلب مشاغل الصدف في منطقة بيت لحم وبيت ساحور، وذلك لإنتاج قطع فنية ومنتجات يدوية مثل المجوهرات والزخارف. وقد تسبب الاحتلال الإسرائيلي في تراجع هذه الصناعة بشكل واضح، كغيرها من الصناعات الفلسطينية، وتم فرض ضرائب ورسوم مختلفة أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج إضافية إلى تراجع الطلب المحلي على هذه المنتجات بسبب انحسار قطاع السياحة مما أغلقت الكثير من المشاغل وانتقل عدد كبير منها للعمل في الأردن نظراً لتوفير شروط وحوافز تشجيعية لمثل هذه الصناعات.


الفخـار:

تتميز صناعة الفخار في فلسطين بالحرفية العالية والمهارات التقليدية التي تتوارثها الأسر من جيل إلى جيل لصنع الأواني المنزلية الضرورية والزخارف الفنية. يتم استخدام الطين المحلي كمادة خام رئيسية في صناعة الفخار، وتشمل العملية اليدوية تشكيل الطين وتنميته وتجفيفه وتلوينه وتحميصه في الأفران الخاصة. وما زالت هذه الحرفة تمارس في مختلف المناطق والقرى الفلسطينية. فهناك مشاغل محددة أنشئت في الخليل وغزة، كما بقيت منشأة واحدة في مدينة جنين شمالاً وأخرى في منطقة طوباس في وسط فلسطين. 


التطريـز:

فن التطريز في فلسطين يعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الفلسطيني، ويمتاز بتنوعه وجماله ودقته الفنية. يُعتبر التطريز وسيلة تعبيرية تمتزج فيها المهارة الحرفية بالإبداع الفني والتقاليد الثقافية. تتنوع تقنيات التطريز في فلسطين حسب المناطق، وتشمل التقنيات الشهيرة مثل "تطريز القطيفة" و"تطريز اللباس التقليدي" و"تطريز الفسيفساء". ويُستخدم التطريز لتزيين الفساتين التقليدية والعباءات والمفارش والوسائد والمنديل والشالات. وتعبر هذه القطع التطريزية عن الهوية الثقافية والانتماء الوطني والتراث الفلسطيني.


الخيزران:

تتركز صناعة الخيزران في مدينة غزة إضافة إلى مصنع يقع في بيت جالا في الضفة الغربية. وتُعتبر صناعة الخيزران جزءًا مهمًا من التراث المحلي والحرفي. يتميز الخيزران بقوته ومرونته وقدرته على التكيف مع الظروف المناخية، مما يجعله مادة مثالية لصناعة مجموعة متنوعة من المنتجات.


صناعة الصابون النابلسي

صناعة الصابون النابلسي تعتبر واحدة من أقدم الصناعات التقليدية في مدينة نابلس، وتشتهر بها منذ عدة قرون. يُعتبر الصابون النابلسي مشهورًا على مستوى العالم بجودته ونقاوته، ويتميز بتركيبته الطبيعية والعضوية الذي يعتمد بشكل أساسي على زيت الزيتون، إضافة إلى القلويات والماء وأحيانًا المواد الطبيعية الأخرى مثل زيت اللوز وزيت الغار. يتم مزج هذه المكونات بعناية وتعبئتها في قوالب خاصة قبل التركيب والتجفيف.

يتمتع الصابون النابلسي بخصائص تنظيفية فعّالة ولطيفة على البشرة وبرائحته العطرة. وقد تأثرت مصابن نابلس بالاجتياح الإسرائيلي في 2002 الذي دمر صبانة كنعان، إحد أكبر المصابن الشهيرة، ولم يبق منها سوى عدد قليل لا يتجاوز (3-4) مصابن عاملة حتى الآن.


بالإضافة إلى الكثير من الصناعات والحرف التقليدية الأخرى التي عرفت بها فلسطين على مر العصور وتعد جزء جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الفلسطيني، مثل صناعة الحجر الطبيعي، والبسط والسجاد اليدوي، والقشيات، والشمع، وعصر القزحة أو عصير حبات البركة، والطحينة أو عصر السمسم