قلعة الشقيف أقامها الصليبيون على بعد 15كم جنوب شرق النبطية، وقد حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1194م.
في شهر آب 1980، كلفت قيادة جيش الإحتلال «الإسرائيلي» لواء جولاني بتنفيذ هجوم على منطقة قلعة الشقيف، هادفة من ذلك إلى اختيار قوة المقاومة ونقل المعركة على مراكز المقاومة الفلسطينية وإجبارها على البقاء في حالة دفاع وتخريب أسلحتها بعيدة المدى، كما تضمنت الأهداف القضاء على أكبر عدد ممكن من أفراد المقاومة لإجبار القيادة الفلسطينية على التراجع والتخلي عن مطالبها.
تم تدريب لواء جولاني في مواقع مشابهة لقلعة الشقيف في الجولان السوري المحتل في 12/2/1980 بإشراف رئيس أركان الجيش.
شارك في الهجوم على القلعة وحدات لواء جولاني وسريتا مظليين وسرب طائرات هليوكبتر ووحدات من المدفعية والمدرعات، كل ذلك بدعم من القوات الجوية.
قلعة الشقيف
بعدما لاحظ المقاومون تحركات لوحدات من الجيش «الإسرائيلي» ليلة 18-19/8، أمرت القيادة الفلسطينية جميع تشكيلاتها في كفر تبنيت وقلعة الشقيف وحرش النبي طاهر وقصر الأسعد والرادار ويحمر وزوطر الشرقية وجميع مواقع المقاومة في منطقة النبطية بالاستعداد لصد الهجوم.
تقدم لواء جولاني، فضبطت المقاومة نفسها إلى أن أصبح الجنود الإسرائيليون على بعد 200م من القلعة فانصبت عليهم النيران بغزاره، وبدأت مدفعية المقاومة بضرب محاور تحرك الأعداء، فمنيت الوحدة المهاجمة خسائر كبيرة، فبدأت مدفعية العدو الثقيلة قصفاً مركزاً على قلعة الشقيف لتغطية انسحاب قواتها ونقل الجرحى.
قررت قيادة المقاومة القيام بهجوم معاكس لإجبار « قوات الإحتلال الإسرائيلي » على الانسحاب قبل أن تتمكن قيادته من إرسال نجده، فتكمنت قوة احتياطية من الوصول إلى مدخل أرنون صباح 19/ آب، وكان الاشتباك مستمراً، فاستطاعت القوة إجبار العدو على الانسحاب، وحدث هذا في أكثر من مكان بنفس الطريقة، وفي أثناء انسحاب قوات « الإحتلال » هبطت طائرات الهيلوكبتر لنقل الجرحى، لكن المقاومة أخذت تطارد العدو المنسحب وفرضت عليهم حصاراً على جسر الخردلي، ولم يستطع الإسرائيليون الإفلات إلا بعد تدخل قواتهم الجوية.
وربما أن معركة قلعة الشقيف من المعارك القليلة في التاريخ القديم والحديث التي استطاعت فيها قوة تعادل سرية من فدائيي الكتيبة الطلابية قوات الجرمق أن ترد هجوماً يشنه لواء من جيش نظامي جيد التسلح والتدريب، ومدعوم بالمظليين والمدفعية والقوات الجوية.
روايات الصهاينة عن المعركة
في العام 1982 وقف رئيس وزراء العدو (مناحيم بيغن) الى جانب وزير حربه آنذاك (ارييل شارون) الذي كان يتحدث عن احد اكبر انجازات الحرب باحتلال القلعة، وهي التي شهدت اعنف المعارك أبان الاجتياح «الاسرائيلي».... ولم تسقط بأيدي قوات الاحتلال الا بعد استشهاد كامل لكل المقاتلين... . المشهد الذي عرضه تلفزيون العدو آنذاك بمناسبة اعلان رئيس وزراء العدو حينها نية« اسرائيل» الانسحاب من لبنان ينتقل مباشرة الى عرض درامي لما آلت اليه حال الجنود الإسرائيلين بعد ثمانية عشر عاما على احتلال القلعة!!!!!
العرض يستكمل بشهادات من الجنود الصهاينة أنفســهم .... الذين عاشوا جحيم المواجهة لمحاولة السيطره على القلعة، التي باتت تشكل حينهــا مؤشر السيطرة الاخذة بالتآكل مع تزايد ضخامة التحصينات والانفاق داخل القلعة، التي تحمي الجنود من الحمم الصاروخية التي كان يطلقها مقاتلين الثورة الفلسطينيه بشكل يومي... ما حول القلعة الى سجن كبير للجنود الصهاينة.
وقال (ليرون نحماد) وهومن الجنود الذين خدموا في قلعة الشقيف..... هذا مكان ملعون بالمطلق... لأن الفدائيين يجيدون الاصابة... وهو ملعون لأنك قد تفقد رفاقك في كل لحظة.... وهو مكان ملعون بسببنا لاننا اتينا الى هذا المكان!!! وقائد المنطقة قال لنا امامكم هدفان احدهما قتل مقاتلين فتح والاخر البقاء على قيد الحياة لكن عندما تسمع صوت انطلاق قذيفة الهاون عليك انتظار سبع عشرة ثانية حتى تسقط وتشعر بالخوف الكبير وتدرك انك قد تموت’. فيما قال جندي آخر’ تتساقط عليك قذائف الهاون وتبدأ برؤية خطوط النار تتطاير من فوقك وتعلم ان كل اصابة قد تطيح بجزء من جسدك وترى اشخاص يتفجرون ويصرخون في المقابل لا نطلق طلقة واحدة’.
أما الامر الذي زاد من رعب جنود العدو وحيرتهم، هو انهم كانوا يواجهون عدوا غير مرئي، ويمتلك زمام المبادرة وتحولت مهمتهم الى مهمة حماية انفسهم فيما يروي بعض الجنود لحظات الجحيم اثناء تعرضهم للقصف...... وقال عيدان كوريت الذي خدم قلعة شيقف’ الامر المخيف حقا هو أن العدو الذي لم نراه...... فلم نر مقاتلين فتح ولم نعرف كيف يتنقلون وكيف يهاجمون !!!’ وقال آخر’ بدأت بالركض نحو النقطة وكان ذلك الركض الاصعب في حياتي حيث شعرت انني احمل خمسة اطنان وان قدماي تحولتا إلى ما يشبه مادة الباطون ولم اتمكن من التحرك.... واضاف آخر النقطة كانت محترقة ومتفحمة ويتصاعد منها الدخان ورائحة الجلد المحترق والكثير من الغبار حيث لا ترى شيئا وتصعد السلم وتعلو ثم تسقط ثم تعلو وتسقط وتستمر بالركض لترى الجنود مصابين وممددين في الخنادق.’
هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة!!!!!
في قلعة الشقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد.
معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون ورئيس الأركان
فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا.
لقد أصبت بالعديد من الشظايا التي اخترقت جسدي بعد أن أصيبت دبابتي في النبطية ... وقد اضطر الأطباء هنا إلى بتر ساقي اليسرى لإنقاذ حياتي ... وقد تأثر بصري كثيراً يا له من ثمن باهظ.
في أعقاب المناورات والتدريبات العسكرية المكثفة التي جرت في مكان ما من إسرائيل استعداداً لغزو لبنان، وخلال المشاورات التي أجريتها مع زملاء لي ومع جهات عسكرية عليا .. فقد ساد الانطباع أو لنقل بأنه كان هناك إجماع على أن هذه الحرب التي سوف نشعلها في الشمال قد تستغرق حتى 72 ساعة فقط هذا إذا ضمنوا لنا عدم تدخل السوريين في هذه الحرب.
حينما كنا في طريقنا لغزو لبنان كنا على ثقة أو ربما قناعة تامة بأن دباباتنا سوف تتابع سيرها حتى بيروت دون أن تضطر للتوقف لأننا اعتقدنا بالواقع أنها سوف تسير فوق أنقاض.
قلعة الشقيف مثلاً ... 13 طائرة إسرائيلية قامت بقصف مكثف لهذه القلعة وكنا نعتقد بأن أطنان القنابل التي ألقيت عليها لم تدمرها فقط وإنما مسحتها عن وجه الأرض.
ولكن حينما اقتربنا من هذه القلعة وكانت أول موقع فلسطيني حصين نواجهه في الجنوب اللبناني اتضح لنا أنها ما تزال على حالها وأن أحداً من المقاتلين الفلسطينيين فيها لم يصب بأذى نتيجة لكل ذلك القصف الجوي الطويل.
ولقد كنت أول من قال: ربما كانت طائراتنا تلقي بحمولاتها بعيداً عن القلعة.
إن لي بين الضباط الذين سقطوا في معارك قلعة الشقيف العديد من الأصدقاء الحقيقين الذين كنت أعتز بهم .. العقيد الركن افنير شماعيا والمقدم جوني هدنيك والمقدم بتسائيل مزراحي والرائد يفتاح بن حاسو وآخرين.
لقد دخلنا الحرب بـ 28 ألف جندي من القوات النظامية معظمهم من قوات غولاني والمظليين لكن العدد ارتفع خلال اليومين الأولين لهذه الحرب إلى 83 ألف جندي.
كما وأنني أشك في أنه قد بقي لدينا سلاح متطور واحد لم نستخدمه في هذه الحرب إلا إذا كان الحديث عن سلاح نووي.
لقد أشارت التقارير والمعلومات التي قدمها الجنوال يهو شواع سيفي رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية واستعرضناها جميعاً إلى:
أنهم ’ أي الفلسطينيين ’ مجرد قوة صغيرة غير مدربة جيداً غير منظمة ضعيفة ، وبأن أسلحتهم الثقيلة محدودة وغير متطورة، وبأن الخلافات الداخلية المستمرة بينهم والتي تؤدي غالباً إلى سقوط قتل وجرحى تزيد من ضعفهم وتصدعهم...،واستناداً إلى تلك التقارير وضعت خطط الحرب.
منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب تجمعت لدي قناعة مفادها أن جميع تقارير الجنرال سيفي وحتى تلك التي دعمت بالصور التي التقطت بواسطة طائرات الاستطلاع لم تكن دقيقة أبداً.
نمــوذج متواضع بما جرى فى قلعة شقيف وبشهاده العدو نفســه قبل الصديق وكيف تمكن هؤلاء الفدائيين محدودى العدد والعتاد من تلقين العدو دروسا فى كيفية المواجهات العسكريه إنهم أبطال عاصفة القتال الذين إستطاعوا تمريغ أنف العدو فى وحل ومستنقعات لبنان فالتحيه كل التحيه لهؤلاء الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم البطوله والنضال فى وحهه هذا العدو الغاصب الذى كان مدججا بأحدث ما توصلت اليه الترسانه الأمريكيه.
معركة قلعة الشقيف لبنان 1982 وبحسب رواية ضابط الوحدة.الصهيونية (لم يبقَ من قواتي (90 جندياً، 7 ضباط) سوى سبعة جنود فقط كما دُمِّرت الدبابات والآليات المدرعة كان عدد الفلسطينيين 33 فرداً من قوات فتح ولم نأسر أي فرد منهم لأنهم قاتلوا حتى الموت ولم يستسلم أحد).
شاركنا برأيك