المجازر الإسرائيلية في فلسطين بين عامي 1937 - 1948

المجازر الإسرائيلية في فلسطين بين عامي 1937 - 1948

بدأت المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل الاعلان عن قيام دولة اسرائيل بنحو 11 عاما منذ كانت فلسطين تحت وصاية الانتداب البريطاني الذي كان يتحمل مسؤولية حماية حياة المواطنين الفلسطينيين ، وخلال هذه الفترة ارتكبت العصابات الصهيونية الاتسل وليحى والهاجاناة وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن أكثر من 57 مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 5000 فلسطيني وآلاف الجرحى.

وكانت أولى المجازر التي ارتكبتها هذه العصابات في مدينة حيفا بتاريخ 06-03-1937 حيث استشهد 18 فلسطينيا بعد انفجار قنبلة وضعت في سوق المدينة وبعد عام واحد طورت العصابات الصهيونية أساليبها الإجرامية حيث استخدمت السيارات المفخخة وحدث ذلك للمرة الأولى في حيفا أيضا عندما وضعت سيارتين ملغمتين في السوم مما اسفر عن استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة آخرين.

وفي مراحل لاحقة بدأت العصابات الارهابية تستخدم الاسلحة الاكثر تطورا مثل القذائف المدفعية وقذائف الهاون والمورتر في مهاجمة الفلسطينيين العزل في بلداتهم وقراهم وكانت هذه العصابات تعمد الى تفجير المباني العامة والفنادق كما كانت كثيرا ما تعمد الى مباغتة هؤلاء في اوقات الليل ولم تكن تستثني الاطفال والنساء والشيوخ من رصاصها مما يدلل على أن غاية هذه العصابات كانت القضاء على المواطنين الفلسطينيين وهذا ما تؤكده المجازر التي وقعت في دير ياسين واستشهد فيها 254 ومذبحة بيت دراس التي قتل فيها 260 وكذلك قرية ابو زريق في حيفا التي قتل معظم سكانها في ليلة واحدة وهو يشبه ما حدث بمدينة الرملة عام 1948

ولجأت هذه العصابات في عدد من المجازر التي ارتكبتها الى التنكر بلباس القوات البريطانية مستخدمة السيارات العسكرية البريطانية وفي كثير من الاحيان لجأت العصابات للتمثيل بالجثث كما حدث في مجزرة دير ياسين حيث قام الصهاينة بإلقاء الجثث في بئر القرية وفي أحيان أخرى كان يعمد الغزاة الى اغتصاب النساء والفتيات أمام رجال القرية قبل ان يوجهوا رصاصهم الى صدور الجميع كما حدث بقرية الصفاف في صفد عام 1948

أما الجيش الاسرائيلي فقد ظهر دوره في المجازر واضحا منذ 14-05-1948 أي قبل يوم واحد من الاعلان عن قيام دولة اسرائيل محل المدن والقرى الفلسطينية وذلك عندما حاصر لواء جفعاتي التابع لما صار يعرف بالجيش الاسرائيلي قرية ابو شوشة العربية ثم هاجمها مستخدما الرصاص وقذائف المورتر مما اسفر عن استشهاد 60 فلسطينيا واصابة آخرين.

وقد ذهب نحو 2000 فلسطيني ضحية 11 مجزرة ارتكبتها ألوية الجيش الاسرائيلي منذ ذلك التاريخ وحتى نهاية العام أي في أقل من 7 أشهر فقط.

وكانت أبشع هذه المجازر تلك التي نفذها كوماندوز اسرائيلي بقيادة موشيه ديان الذي كان عضوا بارزا بعصابة ليحى وتولى لاحقا منصب وزير الدفاع في دولة اسرائيل وفي تلك المجزرة التي عرفت لاحقا بـ مذبحة اللد هاجم ديان المدينة مساء تحت وابل من القذائف المدفعية وقتل نحو 251 من سكانها وعندما هرب المواطنين الى مسجد دهمش لحق بهم الجنود الغزاة وقتلو 176 منهم في المسجد ليرتفع عدد الشهداء الى 426 ومن ألوية الجيش التي شاركت بالمجازر لواء الكسندروني ولواء يفتاح

يذكر ان معظم المنظمات الصهيونية الاجرامية انضمت بوقت لاحق للجيش الاسرائيلي ومن هذه المنظمات ليحي و الهاجاناة التي شكل من عناصرها لواء غولاني أحد أشهر ألوية الجيش الإسرائيلي حاليا، والجدير بالذكر أنه من بين الـ 57 مجزرة التي سبقت الاعلان عن قيام دولة اسرائيل فإن 37 منها حدثت عام 1948 وفي بعض الأحيان كانت تقع عدة مجازر في يوم واحد وفي أحيان أخرى كان يفصل يوم واحد أو يومان بين المجزرة والأخرى.

النكبة