المقالات - رموز المقاومة الفلســطينية ... من البطيخ إلى المثلث الأحمر


رموز المقاومة الفلســطينية ... من البطيخ إلى المثلث الأحمر | فلسطيننا

بعد تدمير واستيلاء التراث العمراني وطمس وتشويه المعالم التاريخية لمئات القرى والمدن الفلسطينية، لم يتبقّ من التراث المادي إلا القليل. إلا أن حرص المجتمع الفلسطيني للحفاظ على الهوية الثقافية يتصدى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والدول الحليفة التي تسعى إلى اجتثاث أي أثر للقضية الفلسطينية عبر إغلاق المعارض والمدارس الفنية والمتاحف الوطنية وتشديد الرقابة على المحتوى الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة انتحال التراث الشعبي لإنكار الهوية الفلسطينية.

وكل شبر من أرض فلسطين يحكي قصة كفاح ويحمل رمزًا للنضال، فهناك رموز عديدة لها دلالات الصمود أمام العدو الصهيوني. وتدور كل تلك الرموز في نطاق الحرية، فالبطيخ وغصن الزيتون وحنظلة والكوفية من رموز المقاومة الفلسطينية التي تواجه القمع كأثر إضافي لحرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل الاحتلال الاسرائيلي. 


البطيخ

فلأول مرة بعد حرب عام 1967 ظهر البطيخ كرمز فلسطيني حين منعت الحكومة الإسرائيلية رفع العلم الفلسطيني علنا، واعتبر رفعه جريمة في غزة والضفة الغربية. وفي ظل التضييق الكبير على حرية النشر في مواقع التواصل الاجتماعي للقضية الفلسطينية، اعتمد البعض صورة البطيخ كونه يحمل نفس ألوان العلم الفلسطيني. كما أن البطيخ من الفواكه المحلية التي تزرع بشكل كبير في المدن الفلسطينية، مما جعله رمزاً للمقاومة، وصوتاً ضد القمع الحاصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.



غصن الزيتون

تعد غصن الزيتون رمزًا آخرا للصمود والمثابرة ودليل على المقاومة والنضال الفلسطيني، خصوصاً بعد أن حمل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات غصن الزيتون عام 1974 في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تعبيراً عن الرغبة في السلام والحرية. كما لم تسلم شجرة الزيتون من اضطهاد دولة الاحتلال، الذين قاموا بقطعها وحرقها واقتلاعها لمحاولة محو الهوية الفلسطينية.



الكوفية

 الكوفية أقدم رمز من رموز المقاومة والهوية الفلسطينية، وذلك منذ عام 1936 حين كان الاستعمار البريطاني، وأول من ارتداه الفلاحون في قرى فلسطين. وحسب التراث الفلسطيني ترمز الكوفية إلى شبكة الصيد، والخطوط التي على حافة الشال ترمز إلى ورق الزيتون. وتعبر الكوفية عن تاريخ طويل من الصراع من أجل الحرية، إذ بدأ استعمالها للمقاومة بعد خسارة الدولة العثمانية سيطرتها على أراضي الشرق الأدنى خلال الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية ضد الحكم الاستعماري البريطاني عام 1936.



الشعبة والمقلاع

هي إحدى الأسلحة الشعبية ( سلاح أبيض ) التي يستخدمها الشبان الفلسطينيون في المواجهات المندلعة مع قوات الإحتلال من أجل رمي الحجارة عليهم، وتم إستخدامها بشكل لافت في الإنتفاضه الفلسطينية الأولى، حيث كان يظهر الشبان أمام الدوريات العسكرية الإسرائيلية ويشعلون الإطارات ويقذفون الحجارة بواسطة المقلاع.

والمقلاع -الذي يعد رمزًا للانتفاضات الفلسطينية- عبارة عن حبل له طول معين، يعقده صاحبه من طرفيه ثم من منتصفه بطريقة معينة تسمح بوضع حجر في عقدة المنتصف، ثم يمسك طرفيه ويبدأ بالتلويح به بشكل دائري فوق رأسه، وبعدها يترك أحد الطرفين فينقذف الحجر باتجاه هدفه.

أما الشعبه ( النقيفه ) هي عبارة عن أداة خشبية على شكل حرف "Y"، تستخدم لرشق الحجارة أيضًا، حيث يتم ربط طرف الأداة بواسطة حبل مطاطي، تتوسط الحبل قطعة قماش يوضع بها الحجر.

ويقوم مستخدم النقيفة بسحب قطعة القماش التي بها الحجر للخلف، كما يفعل قاذف السهام، ثم يتركها ليتجه الحجر نحو هدفه.



حنظلة

كما تعد حنظلة أيقونة المقاومة الفلسطينية ورمزاً للنضال الفلسطيني في عالم الرسوم الكاريكاتيرية السياسية، حيث أبدع الفنان الفلسطيني الشهير ناجي العلي عام 1969 بتصوير فتى لاجئ بملابس ممزقة، حافي القدمين، يشبك يديه خلف ظهره ويعطي ظهره للعالم لرفضه واقع الظلم والقمع ممثلا صوت الشعب الفلسطيني في مناداته للحرية ومنتظراً عودته إلى أرضه فلسطين. فقد استوحى ناجي العلي رسمته الشهيرة من معاناته في مخيمات اللاجئين خلال طفولته.



مفتاح العودة

بعد مرور 75 عامًا تقريبًا، يظل المفتاح رمزًا قويًا وتذكيرًا بحق الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم في الأراضي المحتلة منذ عام 1948 بعد النكبة، عندما تمّ تهجير أكثر من نصف سكان فلسطين الانتدابية. لذا يعبر المفتاح عن تمسك الفلسطينيين بحق العودة. وما زال الكثير من الفلسطينيين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي أحضروها معهم عام النكبة، ليورثوها إلى أبنائهم وأحفادهم.



المثلث الأحمر المقلوب

مع بداية معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم 7 أكتوبر 2023، نشرت هيئة الإعلام العسكري ل‍حركة حماس فيديوهات خاصة بعمليات استهداف الدبابات والجرافات وناقلات الجنود، وأفراد من جيش دولة الاحتلال، كلها تعتمد على المثلث الأحمر المقلوب لتحديد الهدف. مما جعله رمزا من رموز المقاومة، التي بدأت برمي الحجارة عن طريق المقلاع فترة الانتفاضة الأولى سنة 1987، وصولاً إلى المثلث الأحمر المقلوب سنة 2023. كما يرتبط المثلث الأحمر المقلوب بمثلث العلم الفلسطيني، تعبيرا عن القضية الفلسطينية.