المقالات - الأمثال الشعبية توثق جزء مهم من الذاكرة الفلسطينية


الأمثال الشعبية توثق جزء مهم من الذاكرة الفلسطينية | فلسطيننا

الأمثالُ الشعبية الفلسطينية مرآة صادقة لحكمة الشعوب، ومستودعًا للعادات والتقاليد، وخلاصةً للتجارب الإنسانية، واختزالًا للخبرات الفردية والجماعية، كما أنها تُصوِّر المجتمعَ وحياته وأخلاقه أتمَّ تصوير. وهي من أهم عناصر التراث الفلسطيني التي تتوارثه الأجيال، لبلاغة تعبيرها عن مختلف تجارب المجتمع الفلسطيني التي مر بها عبر العصور.

وقد ساهمت الأمثال الشعبية الفلسطينية في توثيق جزء مهم من الذاكرة الفلسطينية، وهناك عدد كبير جدًا منها لا يمكن جمعه إلا في موسوعة مثل "موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية" للباحث محمد توفيق السهلي.

ووثقت بعض الأمثال الشعبية حب الفلسطيني لأرضه وبطولات وصمود الفلسطينيين وحنينهم الدائم لفلسطين المحتلة، ومنها: 

o    "الأرض كالعرض":  ويدل على قيمة الأرض لدى الفلسطينيين وتوقهم الدائم لاستعادة الوطن.

o    "اللي ما بوخد حقه عنب بوخده زبيب": ويدل المثل على أن الحق سينتصر مهما طال الزمن.

o    "ما بيجي من الغرب إشي بيسر القلب" و"هذا خازوق انكليزي": يدل على معاناة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

o    و"البيت بيت أبونا، أجو الغرب يطردونا"، و"الباطل ما لوش رجلين": تدل على رفض الفلسطينيين الذل والهوان.

o    الغربة مرّة" و"الغريب أعمى ولو بصير" و"البلاد طلبت أهلها":  تدل على صعوبات الغربة، وحنين المغترب للعودة.


وقد نالت المرأة الفلسطينية وصفاتها ومواقفها قسطًا كبيرًا من الأمثال الشعبية، منها: 

o    "خود الأصيلة ولو على حصيرة":  وتدل بأن المرأة الفلسطينية تعمّر، وهي قوية وشجاعة

o    "بطن المرة بستان": ً يقال في المرأة التي تنجب عددا من الأولاد قد لا يشبه الواحد منهم الآخر.

o    "أصيلة ورجعت للمربط": يقال في الزوجة الأصيلة إذا حردت إلى بيت أهلها.

o    "طب الجرة عثمها تطلع البنت لامها": يضرب على الفتاة التي تتحلى بأخلاق أمها.


وللأمثال الشعبية مضامين قيمية وإنسانية عامة تعبر عن مواقف من الحياة والمجتمع، منها:

o    "الزيت عماد البيت"، و"القمح والزيت سبعين في البيت": وتشير إلى أهمية زيت زيتون عند الفلسطينيين.

o    "ابن ليلته بعرف شيلته": يقال في الطفل الرضيع الذي اعتاد أن يحمله ذووه.

o    "صار له حنة ورنة": يضرب للحفل الصاخب.

o    "يا رايح كثر ملايح": يقال في المرء إذا غادر القوم وكان يحاول أن يُسيء إليهم.

o    "حطه عالجرح بطيب": يُضرب لمن كان طيب المعشر دمث الأخلاق.


وهنالك أمثال قديمة اجتماعية وأسرية تجمع بين الحكمة والسخرية، مثل:

o    "ابن أمي ذهب في كمّي"، و"أخوك من أمك متل الذهب اللي في كمّك": وهي تشجع على تعزيز العلاقات الأسرية.

o    "إجت الحزينة تفرح ما لاقاتش إلها مطرح": يضرب لسيء الحظ.

o    "احترنا يا قرعة من وين نبوسك": يضرب لقليل الخير والنفع.

o    "ياما تحت السواهي دواهي": يضرب لمن يدل مظهره على المسكنة وفي قلبه شر متطير.

o    "على عينك يا تاجر": يضرب للمرء الذي يتم نهارا جهرا.

ونشتمّ من الأمثال الشعبية رائحة حارات فلسطين وبياراتها وبحرها وأرضها، وحكمة الأم والجد والأب والجدة، وقوة المرأة الفلسطينية، وبطولات الفلسطينيين وحنينهم الدائم لكل بقعة من أرض فلسطين المحتلة، وإصرارهم على العودة.