في عام ١٩٧٥ استشهد في لبنان الفدائي الأردني زياد شطناوي، ولم يمكنوا من دفنه سوى بعد أيام، وخلال جنازته قالت ختيارة فلسطينية شاهدت جثمانه "سبحان الله لسّة جرحه أخضر"..
يروى عن الشاعر عز الدين المناصرة -الذي انتقل إلى رحمته تعالى أمس وهو رابع الشعراء الكبار، محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد- أنه حين كان في بيروت أثناء حصار بيروت عام 1982 وكان زميله بالسكن فدائي أردني من قرية حوّارة بمحافظة اربد .اسمه الحركي "زياد القاسم" وأن زياد هذا له شقيق فدائي آخر جاء معه من الأردن، ويذكر كيف أن والدة "زياد" كانت تحضر إلى لبنان كي تطمئن على أولادها .
ويتابع المناصرة
"استشهد زياد في إحدى المعارك ضد العدو الصهيوني في بيروت ومن شدة القصف المتواصل على بيروت لم يستطيعوا أن يدفنوا زياد إلا بعد 3 أيام عندما هدأ القصف، وفي أثناء مراسم الدفن تصادف وجود أم فلسطينية من مخيم "صبرا وشاتيلا"
فبكت عليه، وقالت: "سبحان الله جرحه لسة أخضر"، إضافة إلى قصيدة "جفرا".
كلمات السيدة الفلسطينية كانت الولادة لقصيدة "بالأخضر كفناه" التي غناها مارسيل خليفة في بيروت أمام 100 ألف متفرج، إضافة إلى قصيدة "جفرا".
زار الشاعر مناصرة منزل الشهيد زياد سليمان طناش الشطناوي في منطقة حوارة في اربد ونقل لذويه ولأمه التي كانت تزورهم دائما في بيروت خبر استشهاد ابنها زياد، وكانت لحظات مؤثرة جدا:
فرثاه الشاعر الراحل عز الدين المناصرة في قصيدته الشهيرة "بالأخضر كفناه"
ومن القصيدة:
بالأخضر كفّناه..بالأحمر كفّناه
بالأبيض كفّناه..بالأسود كفّناه
بالمثلث والمستطيل..بأسنا الطويل.
نزف المطر على شجر الأرز المتشابك بين الأخوين
وازدحمت ﻓﻲ الساحات طيور البين
ﺛﻢ حملناهُ على الأكتاف
بكتِ المُزن البيضاء بدمع شفاف
دمهُ أخضر (ﺛﻢ أُغيّر قافيتي)...
كان خليليا من صيدون..حمصيا من حبرون
بصريّا من عمان..وصعيديا من بغداد
جليليا من حوران..كان رباطيا من وهران
مطر في العينين..وتحت القلب دفناه
شاركنا برأيك