المقالات - أول عملية تبادل أسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال عام 1968


أول عملية تبادل أسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال عام 1968 | فلسطيننا

في الثالث والعشرين من تموز/يوليو 1968، شهدت القضية الفلسطينية محطة مفصلية ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية، إذ جرت أول عملية تبادل أسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

جاءت هذه الخطوة بعد نجاح مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تنفيذ عملية جريئة تمثّلت في إجبار طائرة تابعة لشركة “العال” الإسرائيلية على الهبوط في الجزائر، واحتجاز من كانوا على متنها دون إيذاء، بهدف الضغط للإفراج عن أسرى فلسطينيين محكومين بأحكام عالية.


خلفية العملية

كانت أواخر الستينيات مرحلة تصاعدٍ للكفاح الفلسطيني المسلح، في ظل اتساع جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وتزايد أعداد الأسرى في سجونه. ومع محدودية الوسائل السياسية آنذاك، برزت عمليات المقاومة كأحد الأدوات الفاعلة للضغط على الاحتلال، وخاصة فيما يتعلق بمسألة تحرير الأسرى.


تفاصيل العملية

شارك بالعملية ثلاثه فدائيين، حيث إنطلقت طائره بوينغ رقم 707 التابعة لشركة العال الإسرائيلية، في رحلتها رقم 426 المتجهه من روما إلى تل أبيب، بعد دقائق من الإقلاع وبينما كانت الطائرة تحلق على إرتفاع 33 الف قدم فوق جزيرة كابري الإيطالية، فتح باب القمره وإقتحمها رجلان مسلحان، إجبرو الطيار على تغيير مسار الرحلة إلى الجزائر.

كان عدد ركاب الطائره 38 راكبا بالإضافه لطاقم الطائره المكون من عشرة أفراد، في اليوم التالي من وصولهم للجزائر، أطلق سراح 23 فردا من ركاب الطائره غير الإسرائيليين، بعدها تم الإفراج عن عشره نساء، حيث بقي قيد الإحتجاز 12 رجلا صهيونيا، فكرت تل أبيت في عملية عسكرية ضد الجزائر، لكنها تراجعت بسبب صعوبه تنفيذها وخوفا من تداعياتها.



تفاصيل الصفقة

دخلت الجزائر كدولة مضيفة على خط الوساطة، ولعبت إيطاليا دورا وسيطا لحل تلك الأزمه، فيما تولّى الصليب الأحمر الدولي الجانب الإجرائي والتفاوضي، وبعد مفاوضات استمرت ل 40 يوما، لم يتعرض بها الرهائن لأي سوء، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بـ:

  • الإفراج عن ركاب الطائرة المحتجزين
  • إطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام العالية داخل سجون الاحتلال، وكان من بين الأسرى المفرج عنهم ضباط مصريين وأسير لبناني.
  • أطلق سرائح الصهاينه ونقلوا جوا إلى روما، فيما أعاد طاقم فرنسي الطائره المختطفه لدولة الإحتلال.


بقيت هوية المنفذين سرية بالتوافق بين الجانبين الفلسطيني والجزائري.


تعد أشكول بأن تكون تلك الواقعه أخر مره تبرم فيها أخر مره تبرم فيها إسرائيل صفقه مع مقاومين فلسطينيين، لكنه لم يكن يعلم أن تل أبيب ستظطر لعقد مثل هذه الصفقات كثيرا في السنوات التالية.

كانت هذه المرة الأولى التي يرضخ فيها الاحتلال لمعادلة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، وهو ما عدّه الكثيرون إنجازاً سياسياً ونضالياً، أعاد الاعتبار لقضية الأسرى وفتح الباب أمام صفقات التبادل اللاحقة.


خاتمة

أحداث 23 تموز/يوليو 1968 ليست مجرد صفحة من الماضي، بل لحظة تأسيسية في مسار المقاومة الفلسطينية. فقد أثبتت أن الاحتلال، رغم ما يمتلكه من قوة عسكرية، يمكن أن يخضع لقرارات الإرادة الفلسطينية عندما تكون موحّدة، منظمة، ومؤمنة بحقها في الحرية.

كما شكّلت هذه الصفقة بداية لمسار طويل من المواجهة من أجل تحرير الأسرى، الذين يقفون حتى اليوم في مقدمة الصف الوطني، حاملين راية الصمود والثبات.