الفدائي محمد عبد الغني أبو طبيخ، مطلق رصاصة الإغتيال الأولى في الثورة الفلسطينية.
ولد محمد عبد الغني أبو طبيخ سباعنة في قرية قباطيا قضاء جنين، مطلع العام 1914.
عمل محمد أذن في مكتب النائب العام لسلطات الإحتلال البريطاني " نورمان بنتويش "، المعروف بحقده وكرهه الشديد للفلسطينيين، وأحكامة الجائرة بحقهم، كما عرف بسعية الدائبم لسلب أملاك الفلسطينيين وأراضيهم خدمة للمشروع الصهيوني، فأثارت قراراته غضب الفلسطينيين وفجرت مظاهرات عارمة وصولا لإنفجار ثورة البراق.
واصلت سلطات الإحتلال البريطاني تجاهلها لمطالب الفلسطينيين وردت عليها بتشديد الحراسة على النائب العام " بنتويش ".
قرر محمد أبو طبيخ أنه يكون له دور، فإنطلق في 24 تشرين الثاني 1929 حاملا مسدسه وعدد من الرصاصات، إنتظر نورمان أمام مكتبه، وحينما أصبح أمامه خاطبه قائلا
فأطلق عليه ثلاث رصاصات أصابته بجروح.
إعتقلت قوات الإحتلال الفتى محمد أبو طبيخ، ومثل أمام المحكمة، حاول محامية الإدعاء أنه مظطرب نفسياً ليخفف عنه الحكم، إلا إنه وقف أمام القاضي قائلاً:
" إنني أقدمت على هذا العمل بدافع وطني، نني أعتقد بأن بنتويش هو عدو لأمتي وديني".
حكم الإحتلال البريطاني على الفدائي بالسجن 10سنوات، وخلال وجوده بالسجن حاول قتل أحد السجانين، فحكم عليه بـ 3 سنوات إضافية.
كانت هذه أول عملية فدائية تستهدف شخصية رفيعة المستوى من سلطات الإحتلال البريطاني، وشكلت ضغطاً كبيراً عليها، دفعتها لإجبار " بنتويش "، على الإستقالة.
وصف أكرم زعيتر العملية قائلاً:
إذا كانت الإضرابات والإحتجاجات والمؤتمرات والإتفاقيات لا تزحزح ذلك الصهيوني عن مركزة، فما الذي زحزحة غير رصاصة كرصاصة محمد أبو طبيخ.
إحتفى الشاعر إبراهيم طوقان بالعملية، وأهدى بطلها قصيدته الخالدة الفدائي.
لا تَسلْ عن سلامتِهْ
روحه فوق راحتِهْ
بدَّلَتْهُ همومُهُ
كفناً من وسادِتهْ
يَرقبُ الساعةَ التي
بعدَها هولُ ساعتِهْ
شاغلٌ فكرَ مَنْ يراهُ
بإطراقِ هامتِهْ
بيْنَ جنبيْهِ خافقٌ
يتلظَّى بغايتهْ
من رأى فَحْمةَ الدُّجى
أُضْرِمَتْ من شرارتِهْ
حَمَّلَتْهُ جهنَّمٌ
طَرفَاً من رسالتِه
هو بالباب واقفُ
والرًّدى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلاً من جرأتِهْ
***
صامتٌ لوْ تكلَّما
لَفَظَ النَّارَ والدِّما
قُلْ لمن عاب صمتَهُ
خُلِقَ الحزمُ أبكما
وأخو الحزم لم تزل
يدُهُ تسْبِقُ الفما
لا تلوموه قد رأى
منْهجَ الحقِّ مُظلما
وبلاداً أحبَّها
ركنُها قد تهدًّما
وخصوماً ببغْيِهمْ
ضجَّت الأَرضُ والسما
مرَّ حينٌ فكاد يق
تُلهُ اليأْسُ إنَّما
***
هو بالباب واقفُ
والرَّدى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلاً مِن جرأتِهْ
التعليقات - 1