
شُكِّلت لجنة كينغ – كرين في 25 / 06 / 1919 بقرار من الرئيس الأميركي وودرو ويلسون خلال مؤتمر باريس للسلام، بهدف استطلاع آراء شعوب المشرق العربي بعد انهيار الدولة العثمانية حول مستقبلهم السياسي، والانتدابات المقترحة على بلدانهم.
قاد اللجنة هنري تشرشل كينغ وتشارلز ريتشارد كرين، وزارت فلسطين وسوريا ولبنان، حيث استمعت إلى مئات الوفود وجمعت أكثر من 260 عريضة من مختلف الفئات: وجهاء، تجار، رجال دين، مزارعون، ونساء.
أكدت معظم العرائض على رفض المشروع الصهيوني والهجرة اليهودية، والمطالبة بـ الاستقلال ووحدة سوريا الكبرى، معتبرين أن فلسطين جزء طبيعي منها، وأن العرب قادرون على حكم أنفسهم في دولة ديمقراطية تضمن المساواة بين جميع المكونات.
ورغم محاولات بريطانية وفرنسية للتأثير على عمل اللجنة، فقد رصدت بوضوح الرغبة الشعبية في التحرر من السيطرة الأجنبية، ورفض تحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود.
أوصت اللجنة في تقريرها النهائي الصادر في 28 / 08 / 1919 بـ:
- تقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
- حماية حقوق العرب ومنع مصادرة أراضيهم.
- اعتبار فلسطين وسوريا ولبنان دولة عربية واحدة تحت إدارة مدنية عادلة.
لكن التقرير أُخفي حتى عام 1922 ولم يُنفّذ، إذ تجاهلته القوى الاستعمارية، لتبدأ مرحلة الانتداب البريطاني وتنفيذ وعد بلفور.
ورغم ذلك، ظلّ تقرير اللجنة وثيقة تاريخية نادرة تُعبّر عن الموقف العربي المبكر الرافض لاغتصاب فلسطين، وعن إيمان شعوب المنطقة بحقها في الحرية والاستقلال والوحدة.
شاركنا برأيك