
بعد نكسة حزيران 1967 واحتلال ما تبقّى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، انتقلت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الأردن، الذي أصبح قاعدة رئيسية لانطلاق العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي عبر نهر الأردن.
وخلال عامَي 1968 و1969، تزايد نفوذ الفصائل، خصوصًا بعد معركة الكرامة (21 / 03 / 1968) التي حققت فيها المقاومة أول نصرٍ معنوي على الجيش الإسرائيلي،
ما جعلها تحظى بشعبيةٍ واسعة داخل الأردن والعالم العربي.
لكن هذا الصعود أثار قلق النظام الأردني، الذي بدأ يرى في نفوذ المقاومة تهديدًا لسيادته، وسط ضغوطٍ أمريكية وإسرائيلية وعربية لإخضاع الفصائل وإنهاء وجودها العسكري المستقل داخل المملكة.
اندلاع الأحداث
في أيلول / سبتمبر 1970، بلغ التوتر ذروته بعد سلسلة اشتباكات محدودة في عمّان والزرقاء، تطوّرت سريعًا إلى مواجهات مسلحة شاملة بين الجيش الأردني وقوات المقاومة الفلسطينية.
بدأت العمليات في 16 / 09 / 1970 عندما أعلن الملك حسين الأحكام العرفية وتعيين الفريق حابس المجالي قائدًا عامًا للجيش، ثم أطلقت المدفعية الأردنية نيرانها على مخيمات الفلسطينيين ومواقع الفصائل في الزرقاء وعمّان.
استمر القتال نحو عشرة أيام، وأسفر عن آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين والمقاتلين الفلسطينيين، فيما كانت الطائرات الإسرائيلية تراقب الموقف دون تدخل، مكتفية بمتابعة انهيار “الكيان المقاوم” على حدودها الشرقية.
التدخل العربي ونهاية المعارك
تدخلت جامعة الدول العربية في محاولة لوقف القتال، وفي 27 / 09 / 1970، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة بوساطة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي توفي بعد ذلك بيومين فقط، في 28 / 09 / 1970، ما اعتُبر نهاية مرحلة كاملة من التضامن العربي. لكن الاشتباكات تجددت مجددًا عام 1971، وفي تموز / يوليو 1971، شنّ الجيش الأردني عملية واسعة انتهت بطرد قوات المقاومة الفلسطينية بالكامل من الأردن، وانتقال مركز ثقل منظمة التحرير إلى لبنان، حيث بدأت مرحلة جديدة من النضال والمواجهة.
شاركنا برأيك