المقالات - الأسرى في سجون الإحتلال .. انتهاكات قبل 7 أكتوبر تصاعدت بعده


الأسرى في سجون الإحتلال .. انتهاكات قبل 7 أكتوبر تصاعدت بعده | فلسطيننا

منذ السابع من أكتوبر 2023، زادت معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، حيث تتبع مصلحة السجون سياسة انتقامية بحق الأسرى قائمة على التنكيل والعقاب بهدف كسر إرادتهم، وإعادة الأوضاع في المعتقلات إلى ما كانت عليه في بدايات الاحتلال عام 1967. وبناءً على المعلومات المتوفرة، فإن هناك اكتظاظ عالٍ داخل السجون، وتشديد كبير جداً لظروف الاعتقال تمس بشكل كبير بكرامة الأسرى وإنسانيتهم. وأن الأسرى منقطعين بشكل كامل عن العالم الخارجي، ويتعرضون للتجويع، والتنكيل والتعذيب المستمر، والبرد القارص، وغياب الرعاية الطبية ومستلزمات النظافة الشخصية بشكل كامل، وقد أدت هذه الظروف اللاإنسانية إلى استشهاد أكثر من 55 أسيرا. وبشكل عام يمكن تشخيص أهم الممارسات بحق الأسرى داخل السجون على النحو التالي:

1- غياب الرعاية الصحية

يعاني الأسرى من غياب أي نوع من العلاج أو الرعاية الصحية، وتَعْمد مصلحة السجون إلى منع تقديمها، ولا يتم تقديم الادوية إلا في حالات قليلة جداً واستثنائية، وبعد مماطلات، حيث يحصل الأسرى في أحسن الأحوال على "قرص أكامول". كما تمتنع مصلحة السجون عن تقديم أي رعاية أو أدوية خاصة للأسرى الذين هم بحاجة إلى رعاية ومتابعة طبية دورية، أو أنواع خاصة من الأدوية.

إعتقال تعسفي، وإخفاء قسري لأسرى من مدينة غزة

إعتقال تعسفي، وإخفاء قسري لأسرى من مدينة غزة

إعتقال تعسفي، وإخفاء قسري لأسرى من مدينة غزة

وبذلك فإنّ عدد الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا يرتفع إلى (55)، وهم الشهداء الذين أعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجون ومعسكراته، ليشكل عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 (256)، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة، ومن تم إعدامهم ميدانيا خلال حرب الإبادة، علماً أنه ومنذ حرب الإبادة سُجل أعلى عدد للشهداء بين صفوف الأسرى، في تاريخ الحركة الأسيرة.

مما أدى إلى مجموعة من الأسرى نذكر منهم:

ثائر أبو عصب من قلقيلية.

الشهيد محمد أحمد الصبار الذي استشهد نتيجة لغياب الرعاية الصحية

الشيخ مصطفى محمد أبو عره (63 عامًا) من بلدة عقابا/ طوباس

الأسير عرفات ياسر حمدان، الذي تعرض لنوبة سكر، ورفضت الإدارة تقديم العلاج له مما أدى إلى استشهاده أمام أعين زملاءه في غرفة المعتقل.

ماجد زقول من غزة.

عبد الرحمن مرعي من سلفيت.

وليد دقة من باقة الغربية

محمد أبو سنينة من القدس

عمر دراغمة من طوباس.

عبد الرحمن البحش من نابلس

خالد الشاويش من طوباس

عز الدين البنا من غزة

عاصف الرفاعي من رام الله

أحمد قديح من غزة

جمعة أبو غنيمة من النقب

رامي أبو مصطفى من غزة


وأضاف نادي الأسير أن إعلام الاحتلال كان قد كشف عن استشهاد معتقلين من غزة في معسكرات الاحتلال، وحتى اليوم ترفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن هوياتهم، في ضوء استمرارها في تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.


إقرأ أيضا : قضى 34 عاما في سجون الاحتلال و5 سنوات مطاردا.. من الشهيد الأسير ناصر أبو حميد؟


2- التنكيل والتعذيب

منذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرض الأسرى أفراداً ومجموعات إلى التعذيب والتنكيل بشكل يومي، بالإضافة إلى قيام السجانين بممارسات لا أخلاقية والتحرش بالمعتقلين لفظياً وجسدياً. كما يتم اقتحام الغرف والأقسام، وغالباً ما يصحب هذا الاقتحام إطلاق الغاز السام، وقنابل الصوت، والرصاص المطاطي، وإدخال الكلاب البوليسية، ويتم سحب الأسرى بطريقة وحشية إلى خارج الغرف، وضربهم وهم مكبلي الأيدي إلى الخلف، عدا عن الإهانات ومحاولات الإذلال وبخاصة أثناء الاعتقال والنقل والتحقيق.




3- العزل عن العالم الخارجي

منذ السابع من أكتوبر 2023، صادرت مصلحة السجون جميع وسائل الاتصال من داخل الغرف والأقسام، بما في ذلك أجهزة التلفزيون والراديو، ومنعت الصحف، وسحبت الكتب والأقلام. ومنعت التواصل بين الغرف في القسم الواحد، أو التواصل ما بين الأقسام، وقللت من مدة الفسحة "الفورة" لتصبح دقائق معدودات، وفي بعض الأيام لا يُسمح للأسرى بأخذ هذه الفسحة، والتي تكون لكل غرفة على حدى، وبمعزل عن غرف الأسرى الأخرى. كما منعت زيارة الأهالي، وزيارات ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.


الأسير عزيز دويك

الدكتور عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر، أعلن الجيش الإسرائيلي وفاته في سجن عوفر


إقرأ أيضا: هل تعلم ما هي الزوندا - إبرز جرائم الإحتلال


4- التجويع والتعطيش

السمة العامة داخل السجون هو أن الأسرى يشعرون بالجوع الدائم، حيث أن وجبات الطعام التي تُقدم لهم خالية من اللحوم، وغير كافية من حيث الكمية، ورديئة جداً من حيث النوعية، وقد تكون أحياناً المواد المستخدمة في إعداد الوجبات منتهية الصلاحية أو فاسدة، مما يتسبب بحالات اسهال وتسمم لدى الأسرى، ومنهم من يمتنع لعدة أيام عن إدخال الطعام إلى جسمه نتيجة الروائح المنبعثة من هذه الوجبات، التي عادة ما يتناولونها في الظلام بسبب قطع الكهرباء عن الأقسام. كما تم منع المشروبات الساخنة، والسجائر عن الأسرى.

كذلك لا يسمح للأسرى بشرب المياه الصالحة للشرب، ويتم تعبئة الماء من صنبور مياه الحمام.


إقرأ أيضا: هل تعلم ما هو الإعتقال الإداري


5- غياب مستلزمات النظافة الشخصية

سحبت مصلحة السجون وسائل النظافة الشخصية من الأسرى بما فيها أدوات الحلاقة ومعجون الأسنان والصابون، ومنذ السابع من أكتوبر لم يتمكن معظم الأسرى حلق شعر رأسهم، أو لحاهم. وأن معظم الأسرى لم يستحم منذ أكثر من شهرين، وأن المدة المسموحة للاستحمام لا تتعدى الدقيقتين، وأنهم جميعاً لا يملكون أية غيارات سواء داخلية أو خارجية. هذا عدا عن غياب تام لمستلزمات النظافة العامة الخاصة بالحمامات والغرف، مما يتسبب بروائح كريهة.


الأسير ياسر زماعرة

الأسير عمر عساف

الأسير البروفيسور عماد البرغوثي


إقرأ أيضا : الشهيد عمر القاسم : أول أسير فلسطيني يمضي أكثر من ٢٠ عاما في سجون الاحتلال


6 - العقوبات الجماعية

تقوم مصلحة السجون بتعمد فرض العقوبات الجماعية على الأسرى، وتتخذ من أبسط التصرفات العادية لأي أسير سبباً لفرض العقوبات الجماعية، مثل أن يبتسم الأسير، أو يومي بعينه لزميله، أو يتحدث بصوت مرتفع، أو يتأخر لدقائق في الحمام، فهذا سبب كافي لحرمان كافة الأسرى من "الفورة" أو اقتحام الغرف أو غيرها من الإجراءات العقابية. كما إنه هناك إقتحامات متكررة لوحدات التفتيش والقمع بشكل وحشي وهمجي.



إقرأ أيضا : سجن جلبوع.. "غوانتنامو إسرائيل" الذي نجح أسرى فلسطينيون في اختراقه


7- إكتظاظ الغرف

تقوم مصلحة السجون بوضع 25 أسيرا في غرفه واحده، في حين أن هذه الغرفه تتسع لسته أشخاص فقط، حيث يظطر بعض الأسرى للنوم على الأرض، دون توفر الأغطية.


الأسير جهاد عبد المجيد طنينه من بلده ترقوميا بالخليل، بعد اعتقاله في سجون الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة.

الأسير المحرر نضال حج محمد من بلدة بيت دجن شرق نابلس، بعد اعتقال إداري دام عامين.

الأسير باسم التميمي بعد اعتقاله إداريًا منذ بدء طوفــ.ان الأقصى.


إقرأ أيضا : حمزة يونس.. الرجل الذي هرب 3 مرات من سجون الاحتلال


معطيات رقمية تعكس التصاعد الذي فرضته مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر (أكثر الأزمنة دموية في تاريخ شعبنا):

  • إجمالي الأسرى: يبلغ اليوم عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أكثر من 9500 أسير/ ة، وهذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة (الإختفاء القسري).
  • الأسيرات: تصاعد أعداد الأسيرات الفلسطينيات بعد السابع من أكتوبر، حيث يبلغ عددهنّ اليوم (80) أسيرة، منهنّ ثلاث أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل السابع من أكتوبر، وهذا المعطى لا يشمل كافة الأسيرات من غزة المحتجزات في المعسكرات.
  • الأطفال: يبلغ عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) ممن تقل أعمارهم عن (18 عامًا) – أكثر من (200) طفل موزعون على سجون (مجدو، عوفر، والدامون)، علمًا أنّه ووفقًا للمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات فإنّ (24) طفلًا من غزة وهم من مجمل الأطفال في السجون محتجزون في سجن (مجدو)، علمًا أنّه لا توجد معلومات مؤكدة حول وجود أطفال من غزة في المعسكرات في ضوء استمرار جريمة (الاختفاء القسري).
  • المعتقلون الإداريون- (المعتقلون الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال تحت ذريعة وجود ملف سري): ارتفع عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ بعد السابع من أكتوبر بوتيرة غير مسبوقة تاريخيًا، حتى وصل عددهم إلى أكثر من (3660) معتقلًا إداريًا (حتى بداية نيسان) من بينهم (22) من النساء، وأكثر من (40) طفلًا، غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، بالإضافة إلى فئات أخرى شملت: طلبة مدارس وجامعات، وصحفيين، وحقوقيين، ومحامين، ومهندسين، وأطباء، وأكاديميين، ونواب، ونشطاء، وعمال، وأقارب من الدرجة الأولى لشهداء وأسرى في سجون الاحتلال، منهم شقيقات شهداء وزوجات أسرى.
  • يبلغ عدد المعتقلين الذين صنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين) وفقًا لمعطى إدارة السّجون، (849) وهذا المعطى حتى بداية نيسان 2024.
  • تصاعدت أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ بعد السابع من أكتوبر، فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة.
  • يبلغ عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال (56) صحفيًا منهم (45) اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم (4) صحفيات.
  • يبلغ عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال (17) جلهم رهن الاعتقال الإداريّ، أقدمهم الأسيرين القائدين مروان البرغوثي، وأحمد سعدات.


إقرأ ايضا: بعد 38 عاما في سجون الإحتلال، إستشهاد المناضل وليد دقة رجل الكهف والزمن الموازي..


أعداد الأسرى في سجون الاحتلال

الأسيرات النساء في سجون الاحتلال

الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال

الأسرى الاداريين في سجون الاحتلال


كما تجدر الإشارة أن المعطيات حول أوضاع الأسرى/ات، داخل سجون الاحتلال هي معطيات غير مكتملة بحكم أن "الإحتلال الصهيوني " لا يسمح بزيارة الأسرى إلا بشكل مُقنن، والحديث الذي يدور بين المحامين والأسرى أثناء الزيارة يكون عبر الهاتف الداخلي، وعادة ما يحجم الأسرى في سرد كل ما يتعرضون له من ممارسات تجنباً لأي تبعات قد تلحق بهم أو بمجموع الأسرى، ويتعامل المحامون مع الأسرى على هذا الأساس.

وإن مجمل الممارسات التي يتعرض لها الأسرى تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، وبخاصة أحكام اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، حيث يُمارس على الأسرى شتى أنواع التعذيب والعنف منذ لحظة الاعتقال، وما يتبع ذلك من ممارسات تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان داخل المعتقل. وبشكل عام تعمل "إسرائيل" على إعادة الأوضاع داخل السجون إلى أسوء مما كانت عليه بداية الاحتلال عام 1967.