المقالات - أنطوان داوود - تفجير الوكالة اليهودية في القدس 🇨🇴🇵🇸


أنطوان داوود - تفجير الوكالة اليهودية في القدس 🇨🇴🇵🇸 | فلسطيننا

"الحب أعادني لفلسطين"..

عن مُغتربٍ عاد لفلسطين ثائراً، وثائرٍ هُجّر عن فلسطين ليواصل ثورته في كوبا، ثم يتوفى وهو يخطط للثورة والثأر من جديد.. عن مناضلٍ نُقلت عنه قصص تكاد تنافس حبكات الأفلام..


قررت قوات الجهاد المقدس التركيز على مفاصل العدو الرئيسية، فأمر عبد القادر الحسيني ( القائد العام )، بإستهداف مقر الوكالة اليهودية التي تأسست للعمل مع إدارة الإنتداب البريطاني لتسهيل تحويل فلسطين لوطن قومي لليهود.

يقع مبنى الوكالة اليهودية في شارع جورج الخامس بمدينة القدس، وكان يحتوي على مكاتب بيت المال اليهودي والمجلس المالي اليهودي ومكاتب الإدارة السياسية للمنظمة الصهيونية.

تطوع المناضل أنطوان داود لتنفيذ المهمة وقام فوزي قطب قائد فرقة التدمير بتجهيز سياره سيارة القنصل الأمريكي بالمتفجرات حيث كان يعمل أنطوان سائقاً للقنصل، مما مكنة من تجاوز نقاط التفتيش البريطانية والصهيونية.

أسفر التفجير عن تدمير الجناح الشمالي من المبنى، وإحراق كم كبير من الوثائق والبيانات والمستندات، وقتل 11 مستعمر وجرح 86 أخرين.

جن جنون قادة العصابات وحاولوا شن هجوم على الحارات والأحياء العربية، إلا أن قوات الجهاد المقدس قد إتخذت التدابير الإحتياطية، فتكبد العدو خسائر إضافية. 


أنطوان داود (1909 - 1969) 

هو مناضل أممي ووطني فلسطيني اشترك في ثورة 1936 وبعدها في الثورة الكوبية.

نشأته

ولد أنطوان جميل سليم داود الذي عُرف أيضًا باسم أنطونيو التلحمي عام 1909 في بوغوتا - كولومبيا لعائلة عربية من بيت لحم. تخرج من كلية سانت جونز عام 1930. اشترك في القتال ضدّ الجيش الأمريكي في المكسيك في معركة «لاسيجوفيا»؛ انتقل إلى هندوراس عام 1932 وأسّس شركة طيران مدنية سمّيَت (تاكا).

العودة إلى فلسطين

في الثلاثينات انتقل إلى فرنسا، عند أقاربه آل جاسر، ثم اتجه إلى فلسطين. انضم لشرطة فلسطين الانتدابية، وارتبط بقيادة ثورة 1936 وزود الثوار بالمعلومات والتغطية عليهم مستغلًا عمله بالشرطة. في الأربعينيات عمل مع القنصل الأمريكي في القدس، وظل مرتبطًا مع المناضلين العرب. وفي 1948/03/11م قاد سيارة القنصل التي فخخها فوزي القطب، وأدخلها إلى الوكالة اليهودية فانفجرت وحولتها إلى ركام. امتد دمار الانفجار إلى الجيروزاليم بوست. قُدرت الخسائر بنحو 36 وجرح قُرابة 40 صهيونياً.

من القدس إلى كوبا

في عام 1950م التقى في غواتيمالا مع فيدل كاسترو وتشي جيفارا، وساهم معهما في الإعداد للثورة في كوبا ورافقهما على متن القارب (غرانما) الذي شَكَل النواة الأولى للثورة الكوبية. ورافق جيفارا إلى بوليفيا في الستينات، وقاتل معه في الثورة. زار فيتنام والصين وقابل الزعماء الثوريين ومنهم ماوتسي تونغ. 


وفاة أنطوان داوود

في 4/8/1969 توفي أنطون في الكويت مثقلاً بالنكسة وعازماً على تنفيذ عملية مقاومة ضمن صفوف الجبهة الشعبية، لكن الأجل سبقه، ودفن ملفوفاً بالعلم الفلسطيني.


نُقلت روايات عن حياته ونضاله في كتب كـ"فلسطين الأم وابنها البار- عبد القادر الحسيني" و "أنطونيو التلحمي رفيق تشي جيفارا".

إقتباسات لـ أنطوان داوود

"الحب أعادني لفلسطين"..

"يجب على محرري الشعوب أن يكافحوا داخل الأراضي التي يزمعون تحريرها، لم تكسب الحرب من وراء المقاعد..إن الذين لم يناضلوا من أجل وطنهم يتحولون، حين يتسلمون السلطة، إلى دكتاتوريين"..

"الفقر غرّب جدي عن بلادي، أما أنا فالحب أعادني إليها".