المقالات - لقبته إسرائيل بالشبح: من هو الجزائري الذي أرعب الموساد حتى اغتالوه في باريس بعملية سموها “غضب الرب”؟


لقبته إسرائيل بالشبح: من هو الجزائري الذي أرعب الموساد حتى اغتالوه في باريس بعملية سموها “غضب الرب”؟ | فلسطيننا

محمد بودية مناضل جزائري؛ عشق المسرح وتبنى قضايا التحرر في العالم، وقاد عمليات "أيلول الأسود" الفلسطينية في أوروبا، وجند "كارلوس الثعلب" في موسكو لصالح القضية الفلسطينية، واغتاله الموساد في عملية "غضب الرب"، وبعد اغتياله قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير "أخيرا مات الرجل ذو الألف وجه".


علاقته بالقضية الفلسطينية

ساهم الفكر التحرري والنضالي لمحمد بودية في ربط علاقات كبيرة ومتشعبة مع شخصيات بارزة في مختلف بلدان العالم، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط أو حتى في أميركا اللاتينية.

وكان يحظى في كوبا بسمعة كبيرة بين رفاق كاسترو، وفيها كان لقاؤه مع الدكتور وديع حداد، الملقب بـ"أبو هاني"، المسؤول العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

خرج بودية من هذا اللقاء بقناعة المساهمة بخبرته الميدانية في النضال من أجل القضية الفلسطينية، كما خرج باسم حركي سيرافقه في تحركاته القادمة، وهو اسم "أبو ضياء".

وبكنيته الجديدة التحق "أبو ضياء" بجامعة باتريس لومومبا في موسكو، لتعزيز خبراته الإستراتيجية والعسكرية، وهناك كان له لقاء آخر بواحد من أبرز الأسماء في قائمة "الرجال الذين خدموا القضية الفلسطينية".

وتؤكد سجلات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن بودية قام في موسكو بتجنيد شاب فنزويلي متحمس للنضال ضد الإمبريالية في العالم، اسمه "إيليتش سانشيز راميريز"، وشهرته العالمية "كارلوس"، وهو مدبر عملية اختطاف وزراء منظمة أوبك في ديسمبر/كانون الأول عام 1975، في فيينا من أجل دعم القضية الفلسطينية.

وقام كارلوس بتحويل الوزراء إلى المطار، ومن ثم حملهم على طائرة نحو الجزائر، وبعد مفاوضات مضنية تم الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن مقابل 50 مليون دولار، في عملية تاريخية، أطلق عليها كارلوس اسم "الشهيد محمد بودية".

وكان بودية المدبر الرئيسي لجميع عمليات الجبهة الشعبية في أوروبا في مطلع السبعينات، كما ذكرت تقارير المخابرات الفرنسية والبريطانية والأميركية والموساد، ورغم ذلك لم يثبت أي دليل ضده، خصوصا مع ظهوره الدائم بثوب المسرحي الحاضر في باريس.

وأثناء تنقلاته بين فيينا وجنيف، اختار أسماء مستعارة كثيرة منها: بوايي وموريس وأندريس وبيرتان وروبيرت ورودريغ وروجي وسعيد بن أحمد.

واستعمل اسم "أبو خليل" خلال زيارته المتكررة إلى معسكرات تدريب الثوار الفلسطينيين بالضفة الغربية مع بداية السبعينيات.


عمليات محمد بو دية

  • التخطيط لإرسال 3 ألمانيات شرقيات إلى القدس لتفجير عدة أهداف إسرائيلية.
  • تفجير مركز "شونو" بالنمسا؛ الخاص بتجميع يهود الاتحاد السوفياتي المهاجرين إلى إسرائيل.
  • تفجير مخازن إسرائيلية ومصفاة بترول في روتردام بهولندا.
  • عملية اختطاف طائرة إسرائيلية في مطار اللّد (بن غوريون) غربي القدس، في الثامن من مايو/أيار 1972.
  • عملية خلية الجيش الأحمر اليابانية ضد طائرات إسرائيلية في مطار "اللد".
  • تفجير خط أنبوب بترولي بين إيطاليا والنمسا في الخامس من أغسطس/آب 1972.
  • مشاركته في عملية ميونخ أثناء الأولمبياد عام 1972، باستضافة أفراد الكوماندوز الفلسطيني قبل العملية ثم قام بتهريبهم وإخفائهم.


اغتيال محمد بو دية

بعد عملية أولمبياد ميونخ أطلقت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير وبإشراف من الموساد؛ عملية "غضب الرب"، والتي تضمنت لائحة "إكس 12″، التي تقضي بتصفية 12 اسما من القيادات الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.

وكان بينهم وديع حداد وأبو حسن سلامة ووائل زعيتر وباسل الكبيسي ومحمود الهمشري، وجاء اسم محمد بودية في القائمة باسم "الرجل ذو الألف وجه".

وفي صباح 28 يونيو/حزيران 1973، قُتل محمد بودية بعملية مدبرة من فرقة الإعدام الإسرائيلية وبمشاركة من جهات أمنية فرنسية أمام المركز الجامعي لشارع فوس برنار في باريس، حيث كان يركن سيارته "رونو 16" التي تم تفخيخها.