المقالات - بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين 1855-1918


بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين 1855-1918 | فلسطيننا

شهد عام 1855 إقامة أول حي سكني يهودي في القدس (مشكانوت شعنانيم) بأموال الثري اليهودي البريطاني “موشي منتيفيوري”.


بعد ذلك التاريخ بخمسة أعوام (1860) اشترى اليهود أول قطعة أرض قرب بحيرة طبريا، بنوا عليها 20 مسكناً لمهاجرين يهود جدد، لتبدأ بذلك أولى الخطوات العملية للاستيطان اليهودي في فلسطين. وساعد على توغل اليهود في أنحاء فلسطين صدور فرمان تملّك الاجانب 1869 الذي أدى لتسرب يهود من حملة الجنسيات الأجنبية وتمكنهم من شراء المزيد من الأراضي لبناء المستعمرات، وفعليا أقيمت في 1870 مستوطنة “مكفيه إسرائيل”، وفق الحقبة التاريخية الموثقة في الموسوعة الفلسطينية.


وشهدت الفترة التالية تزايدًا مضطرداً في الاستيطان اليهودي، بدخول جمعية الهيكل الألماني برئاسة “كريستوف هوفمان” 1878 على خط السيطرة على الأراضي، وبناء تجمعات للمستوطنين على الساحل: حيفا ويافا. ثم المستوطنة الأكبر في فلسطين، “بتاح تكفا” (معناها: فاتحة الأمل) قرب يافا، وبنيت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1905، ويبلغ سكان “بتاح تكفا” اليوم 200 ألف مستوطن.


وفي عام 1882 بنيت مستوطنة “ريشون ليتسيون” إذ عرضتها الحكومة العثمانية للبيع في مزاد علني بعد عجز أهلها عن تسديد الضرائب، فاشتراها يهود روس، وفي ذات العام بنيت مستوطنتا “زخرون يعقوب” و”روش ليتاح”. تلاهما في 1883، مستوطنتان أخريتان هما “يسود همعله” و”نيوز يونا”. وقد أقيمت المستوطنات حينها بأساليب التحايل واستغلال ضعف الأنظمة والقوانين، أو برشوة الموظفين الأتراك.


واستمرت وتيرة الاستيطان اليهودي في أواخر العهد العثماني، (كانوا يقيمون من مستوطنة إلى ثلاث مستوطنات سنوياً، وذلك خلال الفترة الواقعة بين عام 1870 إلى 1918م). معظمها كانت للمليونير اليهودي دي روتشيلد الذي أشرف على تشييد وإدارة هذه المستوطنات، وقد تولى إنشاء المستوطنات اليهودية في فلسطين خلال العهد العثماني حتى وصل عددها إلى”39″ مستوطنة يسكنها “12” ألف مستوطن، ثم بلغ عددها حتى عام 1914 “47” مستوطنة، ومن أقدمها مستوطنة "سجرة" التي أُقيمت قرب قرية الشجرة قضاء طبريا عام 1902