المقالات - الكونت فولك برنادوت: وسيط الأمم المتحدة الذي اغتالته العصابات الصهيونية


الكونت فولك برنادوت: وسيط الأمم المتحدة الذي اغتالته العصابات الصهيونية | فلسطيننا

لم تدم مهمة فولك برنادوت، أول وسيط للأمم المتحدة في قضية فلسطين، طويلًا. ففي عام النكبة 1948، وبعد أقل من عام على تعيينه، اغتالت العصابات الصهيونية المناهضة لتوصياته الدبلوماسي السويدي.

كان مجلس الأمن الدولي قد اختار برنادوت في عام 1947 "لوضع تسوية عادلة للحالة التي ستكون عليها فلسطين في المستقبل". إلا أن تقريره، الذي قدمه في 16 سبتمبر 1948، أثار غضب الصهاينة بشدة، خاصةً عندما شدد على ضرورة عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وهو ما يتعارض مع عمليات التطهير العرقي والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية آنذاك، مثل مجازر دير ياسين واللد والصفصاف والحولة.


بعد يوم واحد فقط من تقديم التقرير، في 17 سبتمبر 1948، تم اغتيال برنادوت.


من هو فولك برنادوت؟

فولك برنادوت (1895-1948) سويديًا وحفيدًا للملك أوسكار الثاني. قبل تكليفه بمهمة الوساطة في فلسطين، لعب الدبلوماسي دورًا إنسانيًا بارزًا خلال الحرب العالمية الثانية.

شغل برنادوت منصب نائب رئيس الصليب الأحمر السويدي بين عامي 1943 و 1944. ويشير موقع الأمم المتحدة إلى أنه نظم جهودًا مكثفة لإطلاق سراح أسرى الحرب من المعسكرات النازية، كما يُنسب إليه الفضل في إنقاذ نحو 15,000 شخص من معسكرات الاعتقال في عام 1945.


تفاصيل الاغتيال والتوصيات

تضمنت خطة السلام التي اقترحها برنادوت ما يلي:

  • وضع القدس تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة.
  • وجوب خروج مدينتي اللد والرملة من أراضي الدولة اليهودية المقترحة.
  • التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين الأبرياء في العودة إلى ديارهم، وتعويض من لا يرغب منهم في العودة عن ممتلكاته.

أثارت هذه التوصيات حفيظة المتطرفين الصهاينة، وشنّت الصحف اليهودية حملة تحريض ضده.


في 17 سبتمبر 1948، نفذت عصابة "شتيرن" المتطرفة، بقيادة إسحاق شامير (الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لوزراء إسرائيل)، كمينًا في وضح النهار في القدس، وتم فيه اغتيال فولك برنادوت ومساعده العقيد الفرنسي أندريه سيروت برصاصات قاتلة.

أشارت تقارير إلى أن يهوشوا كوهين، الذي قيل إنه قاتل الكونت، عُيّن لاحقًا مسؤولًا عن الأمن الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون. مع ذلك، لم يؤكد كوهين علنًا أو ينفِ تورطه في الحادث. أما جوشوا زتلر، القيادي في "شتيرن" و"العقل المدبر" للاغتيال، فقد أقر في مقابلة عام 1993 بأنه أصدر الأمر بتنفيذ العملية.


لم يُحاسب أي شخص على جريمة اغتيال وسيط السلام التابع للأمم المتحدة.