المقالات - مرضى السرطان في غزة... ألم مضاعف


مرضى السرطان في غزة... ألم مضاعف | فلسطيننا

"لقد نفد دوائي، وأنا متعبة للغاية، لا أستطيع أن أرى أمامي إلا بصعوبة، ونفد علاجي الكيميائي منذ فترة طويلة"، تقول سهام البالغة من العمر 62 عامًا والمصابة بسرطان الدم.

 

أن تكون مصابا بالسرطان في أكبر سجن مفتوح في العالم " غزة "، يعني أن تكون تحت رحمة الاحتلال الصهيوني، فمرضى السرطان في غزة غير قادرين على الحصول على العلاج بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة منذ 17 عام، البعض يتلقى العلاج بداخل مشافي غزة، لكن الجزء الأكبر يحتاج الخروج للعلاج في الخارج، لكن الخروج من غزة يتطلب تصريحا طويلا ومعقدا وموافقة من قوات الاحتلال، مما يتسبب غالبا في فقدان حياتهم قبل أن يتمكنوا من تلقي العلاج. فإذا كان لدى مريض السرطان فرصة للبقاء على قيد الحياة بنسبة 50%، فإن هذه النسبة تنخفض إلى 1% فقط إذا كان هذا الشخص في أكبر سجن مفتوح، غزة.

 

يبلغ عدد مرضى السرطان في غزة نحو 2000 مريض، يعيشون في ظروف صحية كارثية جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على غزة.

وبحسب الإحصائيات فإنه على الأقل توفي  57 مريضا بالسرطان في أول ثلاثه أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة دون تلقيهم أي جرعات من الأدوية المطلوبة.

  

مشافي العلاج من السرطان في غزة.

كان مشفى الصداقة التركية الفلسطينية التركية، هو المشفى الوحيد في قطاع غزة المخصص لعلاج مرضى السرطان، حيث يتكون من ثلاث طوابق ويضم 180 سريراً، لكن هذه المشفى لم يتمكن من العمل بسبب نفاذ الوقود بالبداية، قبل أن تقوم قوات الاحتلال الصهيوني بقصف المشفى، إلا إنه عاد للعمل لكن مع نقص في الأدوية، ومع نقص الأدوية خرج المشفى من الخدمة.

لم تكتف إسرائيل بقصف مستشفى السرطان الوحيد في غزة وقطعت الوقود عنه دون عقاب فحسب، بل تمنع أيضًا مرضى السرطان من السفر من غزة هربًا من الموت والحصول على العلاج المناسب. في الصورة أعلاه يوسف ياسر، صحفي فلسطيني في غزة، هو واحد من العديد من مرضى السرطان الذين يعانون من نقص العلاج

يوسف غير قادر على تلقي العلاج بسبب الإبادة الجماعية المستمرة، وليس أمامه خيار سوى المعاناة من مرضه القاسي.

لقد بذل يوسف قصارى جهده للسفر لتلقي العلاج، على أمل أن ينجو من الموت بالسرطان، لكنه لم يستطع. لقد رفض عالمنا الأصم الاستماع إلى توسلاته.


وهناك المئات والمئات من مرضى السرطان في غزة غير القادرين على تلقي العلاج وممنوعون من السفر للحصول علية.


الموت ببطئ

يعيش مرضى السرطان العالقون في قطاع غزة أوضاعا خطرة للغاية في ظل عدم توفر العلاج، والقتل والتدمير، وانعدام الأمان، وإغلاق المعابر، وحرمانهم من التنقل لتلقي العلاج المطلوب.

يموت مرضى السرطان في غزة ببطء بسبب نقص الأدوية والعلاج نتيجة الحصار الإسرائيلي على غزة.

لقد حرمت إسرائيل الفلسطينيين من أبسط حقوقهم كبشر دون عقاب، ومن بينها تلقي العلاج المناسب.


إستهداف المشافي جرائم حرب 

حوّل الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات في قطاع غزة إلى هدف رئيسي لعدوانه على القطاع، فحاصرها وقصفها واستهدف طواقمها الطبية والمدنيين الذين لجؤوا إليها، وكل هذا تحت ذريعة وجود أهداف عسكرية ومراكز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تحت هذه المستشفيات.

ورغم عجز الاحتلال عن إثبات أي من ادعاءاته، فإنه ما زال مصرا على تدمير البنية الصحية في قطاع غزة، أمام صمت العالم والمؤسسات الدولية، ليبقى السؤال ماذا يقول القانون الدولي عن استهداف المستشفيات خلال الحروب؟ وما الاتفاقيات الدولية التي تحمي المستشفيات الصحية؟ وما العقوبات التي قد تطال مرتكبي الاعتداءات على المستشفيات؟