المقالات - مؤتمر سان ريمو


مؤتمر سان ريمو | فلسطيننا

لا يكاد النقاش عن تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى يذكر حتى تذكر اتفاقيات سايكس بيكو التي وُقعت بين فرنسا وبريطانيا وتضمنت خرائط الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط عام 1916 وأخذت اسمها من المتفاوضيْن.

ويقول بعض المؤرخين إن اتفاقية "سايكس بيكو" لم تتضمن رسم الحدود وإنما توزيع مناطق النفوذ، وفي المقابل فإن رسم الحدود الحالية للشرق الأوسط جرى بشكل كبير خلال مؤتمر سان ريمو الذي أنتج معاهدة سيفر في 10 أغسطس/آب 1920.


مؤتمر سان ريمو

اتفاقيّة سان ريمو اتفاقيّة سان ريمو هي اتفاقيّة عُقِدت في مدينة سان ريمو الإيطاليّة في التاسع عشر من نيسان من عام 1920م، وعقدها المجلس الأعلى للحلفاء؛ حيث تمّ في تلك الاتفاقيّة مُباحثة شروط الصُّلح مع تركيا، بالإضافة إلى وضع ترتيبات الانتداب في المناطق العربيّة، ورسم مستقبل المنطقة العربيّة المبنيّ على التّجزئة والانتداب، وقد انتهت تلك الاتفاقيّة في الخامس والعشرين من نيسان من العام نفسه، وقد نتج عنها معاهدة سيفر التي لم يُعرَف محتواها حتى الخامس عشر من شهر أيّار من عام 1920م، وقد كانت قراراتها مُجحِفةً وظالمةً بحقّ العرب، وذات شروط قاسية على تركيا.[١]


سبب عقد اتفاقيّة سان ريمو 

عُقِدت اتفاقيّة سان ريمو بسبب عقد المؤتمر السوريّ في دمشق في شهر آذار من عام 1920م، حيث حضر ذلك المؤتمر عدد من مُمثّلي المُدن المجاورة، مثل: القدس، وحيفا، ويافا، والخليل، وأنطاكيا، وإدلب، واللاذقيّة، ودمشق، وحلب، وحماة، وبعض المدن الأخرى، وقد كان المؤتمر بمثابة برلمان عن جميع تلك المناطق، وقد أُعلِنت به بعض النتائج التي تتمثّل في استقلال سوريا ومناطقها التي كانت تحت الحُكم التركيّ، بالإضافة إلى لبنان وفلسطين والأردن، وجمعها كاملة تحت اسم المملكة السوريّة العربيّة، كما نودِي بأن يكون الملك هو فيصل بن الحسين، الذي دعا إلى الوحدة العربيّة بشكل عامّ ووحدة سوريا والعراق بشكل خاص، وبعد أن سمع الحلفاء عن هذا المؤتمر أحسّوا بالخطر، وكان ردّ فعلهم هو عقد اتفاقيّة سان ريمو.[٢]


النقاط التي بحثها مؤتمر سان ريمو

  • معاهدةُ سيڤر التي رسمت مستقبل منطقة الهلال الخصيب التي تضم العراق وسورية الطبيعية بما فيها لبنان والأردن وفلسطين.
  • التقسيمات والانتدابات حسب مصالح دول الحلفاء، بحيث تقسم سوريا الكبرى إلى ثلاثة أقسام: سورية، ولبنان، وفلسطين بما فيها شرق الأردن.
  • وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق، وقد تسبب وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني في اندلاع صداماتٍ واسعةٍ بين اليهود والعرب في مدينةِ القدس.
  • كما تناول المؤتمر التوترات الفرنسية الألمانية في حوض الرور فيما يتعلق بشروط معاهدة فرساي، ورفض السماح لألمانيا بزيادة حجم جيشها.
  • ترسيم مناطق النفوذ حسب مؤتمر سان ريمو

نتائج معاهدة سان ريمو

  • وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
  • وضع العراق تحت الانتداب الإنكليزي.
  • وضع فلسطين وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي مع الالتزام بتنفيذ تصريح بلفور.
  • الاتفاق بين بريطانيا وفرنسا على تنازل الأخيرة عن منطقة الموصل مقابل حصة 25% من نفط الموصل الذي تستخرجه «شركة نفط العراق» البريطانية مع منح فرنسا الشركة تسهيلاتٍ لنقل النفط.

رسم حدودٍ لكلٍّ من سوريا، والأردن، والعراق، وفلسطين. تعيين هربرت صموئيل مندوباً سامياً لبريطانيا في فلسطين؛ حيث كان من المعروف أنّ صموئيل سيكون متحيّزاً لليهود.


ردود الفعل على اتفاقيّة سان ريمو 

اجتاحت العربَ ثورةُ غضبٍ ما إن صدرت قرارات اتفاقيّة سان ريمو، ومن أهمّ ردود الفعل ما يأتي:[٥] احتجاج الفلسطينيّين على سياسة فصل فلسطين عن سوريا. وقوع اشتباكات بين البريطانيّين والقبائل العربيّة على منطقة الحدود الفلسطينيّة السوريّة، وقد وقعت الكثير من الإصابات لكلا الجانبين. عقد اجتماعات سياسيّة بين المسلمين والمسيحيّين الفلسطينيّين؛ وذلك من أجل التخطيط للقيام باحتجاجات ضدّ تقسيم سوريا. اندلاع ثورتين في سوريا وهي ثورة سلطان باشا الأطرش في منطقة حوران، وثورة صالح العلي في منطقة جبل العلويّين، والسبب في ذلك هو رفض السوريّين التقسيمات، ممّا كان سبباً في توحيد سوريا لكن دون لبنان، وفلسطين، والأردن.[٢] اندلاع ثورة كمال أتاتورك؛ وذلك بسبب رفض الأتراك لمعاهدة سيفر، ممّا أسفر عن هزيمة الجيوش المحتلة، فطالب كمال أتاتورك بعقد بمعاهدة لوزان التي تنازلت بها تركيا عن المدن العربيّة التي كانت تحت الحكم العثماني.