كان الوضع العسكري للجيوش العربية النظامية التي دخل بعض وحداتها فلسطين عند انتهاء الانتداب يتمثل في ان عددها تراوح بين 14 و 20 الف من القوات النظامية والمتطوعين وهي من سورية والعراق وشرق الاردن ومصر ولبنان كما انضمت سرايا من الجيش السعودي والسوداني الى الفرق المصرية في وقت لاحق، والى جانب انخفاض عدد هذه القوات مقارنة بالقوى الصهيونية فقد كانت تشكو من ضعف التسليح وفساد العتاد الحربي.
كما ان هذه الجيوش العربية كانت تتبع أنظمة عسكرية مختلفة وكانت مدربة على اساليب متباينة كما ان طرق مواصلاتها وتموينها كانت طويلة (مصر الى فلسطين والعراق الى فلسطين) وكانت أسلحتها متعددة الأشكال والأنواع وكانت جميعها تفتقر الى الصناعات العسكرية حتى بالنسبة الى الذخيرة للأسلحة الخفيفة وزيادة على ذلك لم تكن هناك خطة عسكرية متفق عليها ولم تكن ثمة قيادة عسكرية واحدة كما ان بعض الدول العربية كان مرتبطا بمعاهدات مع بريطانيا تحول دون حرية التصرف الضرورية في مثل هذه الأحوال.
وكان العرب قد اتفقوا في عام 1947-12-08 في القاهرة على احباط مشروع التقسيم وتم تحديد حصص السلاح والمتطوعين لكل الدول العربية وعين اللواء إسماعيل صفوت من العراق قائدا عاما لقوات المقاتلين التي ستشكل من عرب فلسطين والمتطوعين الأخرين وعين فوزي القاوقجي قائداً لجيش المتطوعين الذي عرف باسم جيش الانقاذ.
لكن سرعان ما اتضح ان وحدة الدول العربية الحماسية لم تكن اكثر من مظاهرة ازاء الخارج وعمليا دار وراء الستار صراع على مستقبل البلد بعد جلاء البريطانيين عنه كان بطلاه الرئيسيان الحاج امين الحسيني مفتي القدس الذي سعى لاقامة دولة فلسطينية مستقلة والملك عبد الله في الاردن وهو الامر الذي سعى لاحداث انقسام في الموقف العربي حيث ايدت الحكومة العراقية مساعي الملك عبد الله فيما ايدت سوريا ومصر مساعي المفتي.
وفي اطار هذا الانقسام اصبحت العلاقة بين رجال المفتي وجيش الانقاذ علاقة عداء صريحة وعندما جاء القاوقجي الى الاراضي الفلسينية في بداية مارس 1948 لم يعترف به رجال المفتي قائدا عاما للقوات العربية رغم تعليمات الجامعة العربية وعينوا في جميع الامكنة قادة من قبلهم، واعتبروا عبد القادر الحسيني قائدا عاما للقوات العربية
وأثر هذه المشاحنات قسمت فلسطين الى ثلاث مناطق المنطقة الشمالية ووضعت تحت قيادة جيش الانقاذ والمنطقة الوسطى تحت سلطة رجال المفتي والمنطقة الجنوبية التي كانت تتبع مصر.
كان الوضع العسكري الصهيوني في أوسط مايو قويا منظما فهناك قوة ضاربة (البالماخ) كاملة الاستعداد قوامها 6000 مجند موزعين على ألوية قد حددت لها معالم العمل الى جانب احتياطي من سكان المدن والمستعمرات يقارب 40 الف مقاتل وقوى بوليس المستعمرات اليهودية تقدر بنحو 16 الف يضاف الى هذا كله الحرس المحلي وعصابتا الأرعون وشتيرن اللتان أصبحتا بعد قيام دولة إسرائيل من أذرعت الجيش الصهيوني وهذه القوى كلها نحو 70 الف مقاتل كانت مسلحة فقد اعطت السلطات البريطانية في حزيران 1947 قوى بوليس المستعمرات ما يزيد على 7000 بندقية واضيف اليها ما لا يقل عن 3000 حتى وقت بدء الحرب.
هذا عدا عن الالاف من مدافع الهاون والرشاشات والمسدسات والقنابل اليدوية