عندما دخلت وحدات من الجيوش العربية النظامية فلسطين كانت القوات الفلسطينية وقوات جيش الانقاذ لا تزال تسيطر على الطريق الموصل بين القدس وتل ابيب وبذلك فانها كانت تعزل المدينة الجديدة في القدس عن قواتها وعتادها وكان الجليل العربي لا يزال بعضه تحت سلطتها كما ان مطار اللد والرملة تحت سيطرتها وفي فترة الاسابيع الاربعة احاطت القوات العربية النظامية بفلسطين.
استئناف القتال
تجدد الاقتتال في التاسع من يوليو حيث رفض العرب تجديد الهدنة ولكن الوضع كان قد تغير فقد زال الخطر العربي الذي كان يحدث بالقدس الجديدة وفي 11-7 سحب الجنرال غلوب باشا الجيش الأردني فجأة من المدينتين العربيتين اللد والرملة ، الأمر الذي مكن اليهود من احتلالها وزاد الارتباك العربي بخلق هجرة جماعية جديدة وكشف بذلك ميمنة الجيش المصري واحتل اليهود مطار اللد الذي لا يبعد عن عاصمتها اكثر من 14 ميل، واستولوا على 750 دونم من أخصب أراضي العرب.
وكان الجيش العراقي يرابط في المثلث العربي – جنين ونابلس وطولكرم، ويهاجم القوات الصهيونية بالتعاون مع المقاتلين الفلسطينيين الأمر الذي مكنهم من الاستيلاء على عدة قرى منها فقوعة وتل الخروبة وغرانة وصندلة وجليلة لكن قيادته لم تسمح له باحتلال نتانيا على البحر المتوسط ليشطر خطوط اليهود الى قسمين، وباستثناء معركة كوكب الهوى واستعادة جنين وقراها فإن الجيش العراقي لم يعط فرصة لاثبات وجوده خاصة بعد ان سحب من مواقعه الى نابلس ولم تصدر الاوامر له بمعاونة جيش الانقاذ بقيادة فوزي قاوقجي في منطقة الجليل حين هاجمه اليهود بقوات كبيرة واستولوا على الناصرة وكانت الجبهتان المصرية السورية متحفظتين في مواقفهما.
هدنة جديدة
في الثامن عشر من يوليو تموز فرض مجلس الأمن هدنة جديدة اطلق عليها اسم الهدنة الثانية وحاول اليهود خلال فترة الهدنة اعادة احتلال القدس حيث شنوا هجوما عليها بقيادة موشي ديان لكنهم فشلوا في محاولتهم وسقط 600 من قواتهم بين قتيل وجريح.
قامت اسرائيل ما بين 15 و 22 اكتوبر بهجوم على الجبهة المصرية وبذلك استولت على اكثر النقب وانتهى الهجوم بقبول الجانبين وقف لاطلاق النار من جديد.
نقلت اسرائيل قواتها الضاربة الى الشمال فجددت بين 28 و 31 اكتوبر تشرين الاول هجوما على جيش الانقاذ الذي كان قد دخل البلاد من لبنان مجددا بعد انسحابه من وسط فلسطين اثر دخول الجيوش العربية في 15 مايو فاحتلت الجليل باكمله واستولت على بعض القرى داخل الحدود اللبنانية
اعادت اسرائيل قواتها الضاربة الى الجنوب فشنت هجوما عاما على القوات المصرية.
في 30 نوفمبر 1948 استفردت اسرائيل بقوات الجيش اعربي الاردني في جنوب النقب ومعابر العقبة من جهة فلسطين فاضطر الاردن الى سحب قواته من المنطقة وجرت المفاوضات مع الاردن لهدنة كان من نتيجتها ان انسحبت القوات العراقية من منطقة المثلث الواقع ما بين نابلس وجنين وطولكرم، التي دخلتها القوات الاردنية في مقابل التخلي الاسرائيلي عن منطقة المثلث الصغيرة ومساحتها 450 كم مربع، وتقع هذه المنطقة في الزاوية الشمالية الغربية للضفة الغربية وكانت تضم نحو 24 قرية عربية من بينها ام الفحم وعارة وعرعرة ومصمص يقيم فيها نحو 60 الف نسمة كما حدثت تعديلات اخرى في جنوبي منطقة الجليل شملت التخلي للقوات الاسرائيلية عن نحو 150 الف كم مربع من الأراضي هناك.