بعد خروج القبائل العبرية من مصر عام 1270 ق م قاموا بغزو مدن الكنعانيين وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين في 1230 ق م واستقر العبرانيون في تلال البلاد لكنهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كل فلسطين.
وفي عام 1125 ق م تمكن الإسرائيليون من هزم الكنعانيين لكنهم كانوا عرضة للغزو من قبل الفلستينيين وتمكن هؤلاء من إنشاء دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس وفي عام 1050 ق م ألحقوا هزيمة نكراء بالإسرائيليين وذلك بفضل القيادة العسكرية المنظمة التي كانت لهم واستعمالهم الأسلحة الحديدية.
وفي تلك الحقبة أجبرت التهديدات المختلفة الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي وفي عام 1000 ق م هزم النبي داود عليه السلام الفلستينيين وهكذا تمكن الإسرائيليون من بسط سيطرتهم على أرض كنعان.
وبفعل وحدة الإسرائيليين وضعف الامبراطوريات المجاورة فقد تمكن داود عليه السلام من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاضمتها القدس وشهدت اسرائيل استقرارا وازدهارا ايضا في عهد النبي سليمان عليه السلام لكن الحال تبدل بعد وفاته عام 922 ق م حيث قسمت المملكة الى مملكتين هما:
مملكة إسرائيل: في الجزء الشمالي من فلسطين وعاصمتها شكيم ثم ترزة ثم السامرة قرب نابلس واستمرت حوالي مائتي عام 923 – 721 ق م وقد سمتها دائرة المعارف البريطانية المملكة الذيلية لذعفها وقلة شأنها، وقد قام الأشوريون بقيادة سرجون الثاني بالقضاء على هذه الدولة ونقلوا سكانها اليهود الى حران والخابور وكردستان والفارس واحلوا محلهم جماعات من الأراميين ويظهر أن المنفيين الإسرائيليين اندمجوا تماما في الشعوب المجاورة لهم في المنفى، فلم يبق بعد ذلك أثر لنسل الأسباط العشرة من بني إسرائيل (يعقوب) وهم الذين كانوا يتبعون هذه المملكة.
مملكة يهودا: وعاصمتها القدس واستمرت 337 عاما، ولم تكن تملك سوى أجزاء محدودة من وسط فلسطين وقد اعترتها عوامل الضعف ووقعت تحت النفوذ الخارجي فترات طويلة، ودخل المهاجمون القدس نفسها مرات عديدة كما فعل فرعون مصر شيشق أواخر القرن العاشر ق م والفلسطينيون الذين استولوا على قصر الملك يهورام وسبوا بنيه ونساءه كما خضعت للنفوذ الأشوري في عهود سرجون الثاني واسرحدون وأشور بانيبال. وأخيرا سقط البابليون بقيادة نبوخذ نصر هذه المملكة وحطموا القدس وسبوا 40 الفا من اليهود الى بابل في العراق وهاجر من بقي من اليهود الى مصر.
وعندما حكم سيروس العظيم بلاد فارس بعد قهره بلاد باب في 539 ق م سمح لليهود بالعودة الى يهودا ، فرجعت اقلية منهم بينما بقيت اغلبتهم في الأرض الجديدة (العراق) بعد أن أعجبتهم فاستقروا فيها. وسمح لليهود بنوع من الحكم الذاتي تحت الهيمنة الفارسية في منطقة القدس وبمساحة لا يتجاوز نصف قطرها 20 كم في اتجاه، أي بما لا يزيد عن 4.8% من مساحة فلسطين الحالية وعمل العائدون على جديد جدران القدس وصنفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الاجتماعية والدينية
وفي عام 333 قبل الميلاد استبدل الحكم الفارسي لفلسطين بالحكم اليوناني وذلك بعد أن احتل الاكندر المقدوني الأكبر المنطقة وفي عهد وسيليوسدس أحد ورثة الإسكندر حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية اليونانية على السكان، وكان ذلك في القرن الثاني ق م لكن اليهود تمردوا وتأسس لهم حكم ذاتي في القدس منذ 164 ق م أخذ يضيق ويتسع وتزداد مظاهر استقلاله أو تضعف حسب صراع القوى الكبرى في ذلك الزمان، لكنهم ظلوا تحت نفوذ غيرهم ولم يتهيأ لهم الاستقلال السياسي الكامل رغم انهم شهدوا انتعاشا وتوسعا تحت زعيمهم إلكسندر جانيوس 103-76 ق.م.