المقالات - ما هي أبرز الفصائل المقاومة في فلسطين


ما هي أبرز الفصائل المقاومة في فلسطين | فلسطيننا

"وإذا كانت المقاومة رد فعل على جريمة الاحتلال، فهي من زاوية أخرى حالة إبداعية من الفعل الاستثنائي".

فرج شلهوب، باحث متخصص في الشؤون الفلسطينية

يُقسِّم الباحث والصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني "فرج شلهوب" مراحل تطور المقاومة الفلسطينية إلى ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى

فيها ثلاث محطات: الثورة الفلسطينية الكبرى، والمشاركة في حرب 1948 التي تضاءل فيها عمل المقاومة نسبيا مع دخول جيش الإنقاذ العربي، ثم العمليات الفدائية الفردية عقب النكبة، التي أخذت طابع التسلل في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال، وكانت شديدة البدائية على مستوى الأسلحة والأدوات.

المرحلة الثانية

من عام 1965 وحتى الانتفاضة الأولى عام 1987، وهي مرحلة شهدت تأسيس حركة فتح وفصائلها المقاومة، وسيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية، وبدء تنفيذ العمليات النوعية ضد الاحتلال على الأرض. لكن بقاء الحركة في فلسطين -وتحديدا الضفة- بات من المستحيلات بسبب التعقُّب الدائم والاعتقالات المتتالية من قِبَل الاحتلال، فعمدت الحركة إلى إستراتيجية المقاومة عبر الحدود، عن طريق التمركز في مقار خارجية تنطلق من خلالها العمليات القتالية إلى الأراضي المحتلة. ولذا بدأ التمركز في الأردن، الذي استمرت فيه المقاومة بين عامي 1969-1971، قبل أن تخرج إلى لبنان وتحافظ على بقائها هناك حتى عام 1982، حين اضطرها الاجتياح الصهيوني إلى الخروج نحو تونس والبقاء بها حتى عام 1993، الذي وقَّعت فيه منظمة التحرير اتفاقية أوسلو مع حكومة الاحتلال وعادت إلى رام الله بهدف إدارة الصراع بالوسائل السياسية.

المرحلة الثالثة

منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى وقتنا الراهن، أخذت المقاومة الفلسطينية تتعرف على فصائل أخرى مع انتقال ثقل المقاومة إلى الداخل من جديد، لكن هذه المرة في قطاع غزة. ففي تلك الأثناء تأسست حركة حماس على يد الشيخ أحمد ياسين، مصحوبة بذراعها العسكري "المجاهدون الفلسطينيون" الذي تغير اسمه لاحقا إلى "كتائب القسام"، وهو العام نفسه الذي أطلقت فيه حركة الجهاد الإسلامي هي الأخرى ذراعها العسكري الذي عُرِف بـ"سرايا القدس". وقد تلاحق ظهور الفصائل الفلسطينية المُقاوِمة في القطاع مع تنامي حضورها تدريجيا في الضفة، وتحوَّلت مقاومة الحجارة والنِّبال التي لا يتعدى مداها بضعة أمتار وأدت إلى إصابات فردية طفيفة، إلى مقاومة أخرى تعتمد على صواريخ يصل مداها إلى 250 كيلومترا.


في هذا المقال نحاولت تسليط الضوء على الفصائل المقاومة في فلسطين، والتي تضم 12فصيلاً مقاوما، يقضون مضاجع الإحتلال:


كتائب الشهيد عز الدين القسام

يعد حاليا هو الفصيل الأقوى بين فصائل المقاومه، فهو بمثابة جيش نظامي صغير، نظرا للإمكانيات العسكرية المحدوده، تم تأسيسه في عام 1987، على يد القيادي في حماس " صلاح شحاده "، وكانت بإسم " المجاهدون الفلسطينيون "، ثمت تحولت إلى إسم " عز الدين القسام "، بعد نهاية الإنتفاضة الأولى عام 1992.

تتبى كتائب القسام توجها إسلاميا، وتعتبر الجهاد هو الوسيلة الأنجع لإسترداد الحق وتحرير الأرض، وخاضت مجموعة من المعارك مع الإحتلال سواء بصفه فرديه أو جماعية، لكن لعل أبرزها عملية طوفان الأقصى.

تطور القسام منذ التأسيس لغاية يومنا هذا، كان ملحوظا ولم يتأثر بوفاة أو إستشهاد أي من قادتها، فالبداية كانت بمسدس "غولدستار"، ثم الأحزمه الناسفه، إلى القذائف المضاده للمدرعات مثل الياسين 105، وصاروخ عياش 250، و الطائرات المسيرة مثل طائرة الواري، وكل ذلك بصناعة محلية.



سرايا القدس

بدأت في الثمانينات بعمليات طعن فدائيه، قبل أن تصل للتشكيلات العسكرية برئاسة المؤسس " فتحي الشقاقي"، ومع الإنتفاضة الثانية ظهرت سرايا القدس بعمليات عسكرية داخل الخط الأخضر، ومن ثم إطلاق الصواريخ من غزة تجاه تل أبيت، وتمتلك أذرعا في الضفة الغربيه، مثل كتيبة جنين، وكتيبة طولكرم، وكتيبة عقبة جبر.

تمتلك توجها إسلاميا، وتعتبر الجهاد هو الوسية الأنجع لتحرير فلسطين التاريخية من الإحتلال، وبحسب ما صرح به أبو إبراهيم الذي يعد أحد أبرز قادتها،  فإنها تمتلك ألاف الصواريخ القادره على إستهداف العمق الصهيوني، وقد إستهدفت سابقا المفاعل النووي الإسرائيلي " ستورك "، جنوبي تل أبيب بصاروخ من نوع " براق 70"، وقد خاضت معارك منفرده مع الإحتلال في مرتين سابقتين أخرها كان العام 2022.



كتائب شهداء الأقصى

إنطلق الجناح العسكري لحركة فتح تحت إسم قوات العاصفة بتاريخ 1 يناير العام 1965، ومنذ إنطلاقتها تنوعت تسميات الجناح العسكري للحركة، فمنها :

الفهد الأسود :ظهرت المجموعات في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

صقور الفتح : ظهرت مجموعات صقور فتح على يد أحمد طبوق أحد قيادات مجموعات الفهد الأسود (سابقاً) في نابلس ، وانتشرت في قطاع غزة.

وفي العام 2000 إبان إنتفاضة الأقصى تم تشكيل كتائب شهداء الأقصى، قبل أن تعلن إنفصالها في العام 2007، تزامنا مع إعلان الرئيس الفلسطيني مرسوما بإنهاء التشكيلات المسلحة غير النظامية أيا كان تبعيتها، والإقتصار على المقاومة الشعبية والحل الدبلماسي. فأصبحت كتائب شهداء الأقصى فصيلا مستقلا، وما يميزها بغزه الأن أنها لا مركزية، فخلاياها وهياكلها لا تخضع لمرجعية فكل مجموعة تنشط في نطاق جغرافي.

تعتبر حركة ذات توجه يساري علماني، وقدراتها الحالية مقارنه بالماضي يعتبر أقل بكثير نظرا لإفتقار الحاضنة السياسية والتمويل المادي. وإنشق عنها مجموعة من الكتائب مثل جيش العاصفة، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وجماعات الشهيد أيمن جودة، ولواء نضال العامودي.


ألوية الناصر صلاح الدين

تأسست إبان الإنتفاضة الثانية عام 2000 وهي الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وتتبنى توجها إسلاميا، وهي تدعو دائما للكفاح المسلح، ولعل تدميرها لدبابة الميركافا في عدد من المرات هو ما أكسبها شهرة بين فصائل المقاومة.

ومن أشهر عملياتها العملية الاستشهادية التي استهدفت حافلة الأمن الإسرائيلي في معبر رفح، وعملية "البرق الصاعق" التي أسفرت عن مقتل خمسة مستوطنين وجندي، وإصابة مستوطن وستة جنود آخرين.



كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية

وهي الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تتبنى وجودا عسكريا مسلحا في كلٍّ من غزة والضفة والقدس ساعدها في تنفيذ عمليات اقتحام متكررة للمستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية في الضفة وغزة، وهي حركة تحرر وطني شيوعية التوجه، ولها مشاركة في "طوفان الأقصى" الأخير.



كتائب الشهيد أبو علي مصطفى


وهي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويعود تأسيسها أيضا لعام 2000 تحت اسم قوات المقاومة الشعبية، قبل أن يتغير اسمها في العام التالي تيمُّنا بقائد الجبهة "مصطفى علي العلي الزبري"، الذي اغتالته قوات الاحتلال أثناء الانتفاضة الثانية. وتتبنى الحركة الاتجاه اليساري الماركسي، وتنشط عملياتها في كلٍّ من غزة والضفة، ولها هي الأخرى مشاركة معلومة في عملية "طوفان الأقصى".

ومن أبرز عملياتها، إغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي.


كتائب الشهيد جهاد جبريل

وهي الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ولها العديد من المساهمات القتالية البارزة، أشهرها ما كان منها في صد العدوان على القطاع في حرب عام 2014 (25).



كتائب الأنصار

وهي تابعة لحركة الأحرار الفلسطينية التي تأسست عام 2007 في قطاع غزة تحت رئاسة "خالد أبو هلال"، القيادي السابق بحركة فتح، الذي أسس الحركة على خلفية إعلان العديد من قادة حركة فتح الانفصال عنها (26).



كتائب المجاهدين

هي الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينيين المنشقة عن حركة فتح، وتُمثل قواتها لواء سابقا بكتائب شهداء الأقصى، وهو لواء الشهيد جهاد العمارين. وقد تأسست الكتائب على يد "عمر أبو شريعة" عام 2006 بقوام ألفيْ مقاتل تقريبا، قبل أن يزداد عدد مقاتليها بعد ذلك.