- زيارة حاييم وايزمان الأولى لفلسطين


زيارة حاييم وايزمان الأولى لفلسطين | فلسطيننا

شكّلت زيارة حاييم وايزمان الأولى إلى فلسطين في نيسان / أبريل 1918 نقطة مفصلية في تاريخ الاستعمار الصهيوني لفلسطين، إذ مثّلت أول خطوة عملية لترجمة وعد بلفور (02 / 11 / 1917) إلى واقع سياسي على الأرض.

جاءت الزيارة برعايةٍ مباشرة من السلطات البريطانية التي كانت قد بدأت احتلال فلسطين بعد انسحاب الدولة العثمانية، وكان هدفها الواضح هو تمهيد الأرض لتأسيس كيانٍ يهودي استيطاني تحت الحماية البريطانية.


من هو حاييم وايزمان؟

يُعدّ حاييم وايزمان (Chaim Weizmann) أحد أبرز قادة الحركة الصهيونية في القرن العشرين، ومن مهندسي وعد بلفور الذي تعهّد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وُلد في روسيا عام 1874 وهاجر إلى بريطانيا، حيث أصبح عالم كيمياء ومستشارًا للحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، واستغل نفوذه لإقناعها بتبنّي المشروع الصهيوني رسميًا.

لاحقًا، أصبح أول رئيس للكيان الإسرائيلي عام 1949، بعد أن كرّس حياته لتحقيق ما أسماه “الحلم الصهيوني”، أي اغتصاب فلسطين وتحويلها إلى دولة لليهود.


تفاصيل الزيارة الأولى (1918)

  • في نيسان / أبريل 1918، وصل وايزمان إلى فلسطين ضمن وفدٍ صهيوني يضمّ ضباطًا بريطانيين ويهودًا مجنّسين في الجيش البريطاني، يُعرف باسم "الفرقة الصهيونية" (Zion Mule Corps).
  • زار الوفد يافا، القدس، الخليل، وطبريا، والتقى بضباط الاحتلال البريطاني والمسؤولين العسكريين، كما اجتمع بزعماء الجاليات اليهودية الصغيرة الموجودة في البلاد.
  • خلال جولته، رفع العلم الصهيوني لأول مرة على الأراضي الفلسطينية في احتفالٍ رمزي في مدينة تل أبيب التي كانت قد بدأت كمستوطنة صغيرة بجانب يافا.


أهداف الزيارة:

  • الترويج لوعد بلفور بين اليهود وإقناعهم بالهجرة إلى فلسطين.
  • التنسيق مع الاحتلال البريطاني لإنشاء إدارة صهيونية موازية داخل البلاد.
  • تأسيس البنية التنظيمية للوكالة اليهودية التي ستتولى لاحقًا شراء الأراضي وطرد الفلسطينيين منها.
  • استطلاع الأوضاع السكانية والزراعية لوضع خطط الاستيطان المستقبلية.



نتائج الزيارة وأثرها التاريخي

  • ترسيخ التحالف البريطاني–الصهيوني في إدارة فلسطين.
  • بدء تأسيس الوكالة اليهودية والصندوق القومي اليهودي كمؤسسات استيطانية.
  • تحويل فكرة "الوطن القومي" من وعدٍ على الورق إلى خطة استعمارية واقعية.
  • تعزيز الهجرة اليهودية إلى فلسطين تحت حماية الجيش البريطاني.

وقد قال وايزمان بعد الزيارة:

“لقد وجدتُ فلسطين أرضًا تنتظر أبناءها، وستصبح قريبًا وطنًا يهوديًا مزدهرًا.”

وهو تصريحٌ يعكس العقلية الاستعمارية العنصرية التي أنكرت وجود الفلسطينيين وحياتهم على أرضهم.


كانت تلك الزيارة إعلانًا رسميًا لبدء الاستعمار الصهيوني البريطاني المزدوج، حيث اجتمع المستعمر (بريطانيا) والمستوطن (وايزمان) على هدفٍ واحد وهو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وإحلال المهاجرين اليهود مكانهم.