الأماكن الأثرية في فلسطين - الحرم الإبراهيمي - الخليل


الحرم الإبراهيمي - الخليل | فلسطيننا

يقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل، يتكون الحرم الإبراهيمي من بناء كبير مستطيل الشّكل، تبلغ مساحته حوالي 2040 مترًا مربعًا، ويحيط بالمبنى من الخارج جدران ضخمة بُنيت من حجارة مصقولة كبيرة، ويضم المبنى مئذنتين وله أكثر من مدخل، أشهرها المدخل الشمالي. ويضم داخل المبنى مسجدًا جامعًا وصحنًا مكشوفًا وأروقة وغرفًا وممرات وقبابًا وقبوًا أرضيا يُعرف باسم "الغار"، بالإضافة إلى مجموعة من القبور تخص النبيين إبراهيم ويعقوب وإسحق وزوجاتهم، كذا يوسف.

يحيط بالمسجد سورٌ ( يسمى الحير ) عظيمٌ مبنيٌّ من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لـ7 أمتار، ترجع أساسته لعهد هيرودس الأول في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م - 7 ق.م). بعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى. ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى لمسجد بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لفلسطين عام 1187. اليوم يقع المسجد تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونظرًا للأهميّة الدينية للمسجد عند كلّ من المسلمين واليهود، فإنّه يُعتبر مركزًا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين واليهود في مدينة الخليل، وبالتالي تمّ تقسيمه إلى مسجد للمسلمين وكنيس لليهود، وتمّ وضعه تحت حراسة أمنية مشددة.

وشيد السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي، والتي هي مرقد الأنبياء إبراهيم ويعقوب وأزواجهم عليهم السلام.

اشترى سيدنا إبراهيم مغارة المكفيلة من حاكم المدينة عفرون بن صوحر الحثي، واتخذ منها مدفنا له ولأسرته، من بعده وبموجب ذلك دفن فيها هو وزوجته سارة كما دفن فيها إلى جانبه ابنه اسحق وزوجته رفقة وحفيده يعقوب وزوجته ليئة وبنا بجواره مقام سيدنا يوسف بن يعقوب.

بعد احتلال المدينة من قبل الإحتلال الصهيوني في عام1967م، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، حيث يوجد حاليا خمس مواقع استيطانية يهودية وهي مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ،وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف.

تعرض المسجد ولا يزال يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من قبل الجنود والمستوطنين؛ بهدف تحويله إلى معبد يهودي، ومن أفظع ما تعرض إليه المجزرة البشعة التي ارتكبت في الخامس عشر من رمضان 25/2/1999 من قبل الإرهابي الإسرائيلي جولد شتاين أحد مستوطني كريات أربع بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجر، وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصلياً، فضلاً عن جرح العشرات، وعلى أثر المذبحة تم تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود كسابقة في تاريخ المساجد الإسلامية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومن الأماكن السياحية والأثرية في المدينة رامة الخليل أو حرمة رامة الخليل، حيث كانت تقوم على هذه البقعة قديماً بلدة تربينتس ويقال أن إبراهيم عليه السلام أقام في هذه البقعة أكثر من مرة.


إقرأ أيضا: مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994


أبرز معالم الحرم الإبراهيمي

الحير أو السّور السليماني

يحيط بالمسجد سورٌ عظيم يُسمّى بالحير أو السُّور السليماني، ويعود للعهد الروماني كما سبق بيانه، وهو مستطيل الشكل، بِطول 53,7م وعرض 29م من الداخل، وسُمك جدرانه 2,65م، تقف على ارتفاع 9,5م من أرضيته الداخلية، وعلى ارتفاعات متعددة من الخارج تصل إلى 16م من سطح الأرض من الجهة الجنوبية الغربية جهة باب القلعة.


مصلى الإسحاقية

يُسمّى أيضًا "القاعة الإسحاقيّة"، وهو المُصلّى الرئيسي في المسجد، ويقع في النصف الجنوبي للمسجد.


مصلى الإبراهيمية

يُنسب إلى النبي إبراهيم، ويُسمّى أيضًا "الحضرة الإبراهيمية"، ويقع في وسط المسجد، حيث يشمل هذا المُصلّى على حجرتين تضمان قبور رمزية للنبي إبراهيم وزوجته سارة.


مصلى اليعقوبية

يُنسّب إلى النبي يعقوب، ويُسمّى أيضًا "الحضرة اليعقوبيّة"، ويقع في الجهة الشماليّة من المسجد، حيث يشمل هذا المُصلّى على حجرتين فيهما قبور رمزية للنبي يعقوب وزوجته ليئة.


مصلى المالكية

ويقع في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد، ويتألف من رواق مستطيل الشكل في صدره محراب مزخرف ببلاط قيشاني، له خمسة أبواب، هي: الباب الموصل إلى صحن المسجد، وباب بينه وبين مُصلى الإسحاقية، وباب كان يؤدّي إلى القلعة ومدرسة السلطان حسن، وباب آخر يؤدّي إلى غرفة الأذان والمأذنة، وباب في وسطه يؤدي إلى مقام يوسف. كما يُوجد فيه أثر لقدم تُنسب للنبي محمد والتي تُوضع فيها العطور تبركًا.


مصلى الجاولية

يُنسَب إلى الأمير علم الدين سنجر الجاولي ناظر الحرمين الشريفين، الذي أمر ببناءه من ماله الخاص عام 1312 وتم الانتهاء منه عام 1320 في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون.


الغار الشريف

المسجد الإبراهيمي بُني في الأساس فوق "مغارة المكفيلة" والمدفون فيها كل من إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم. وللمغارة (أو الغار) حاليًا ثلاثة مداخل، أحدها يقع في الحير خارجًا في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد قرب مقام يوسف، وهو مُغلق بالكامل، ويقيم اليهود عنده صلواتهم ويلقون بأدعيتهم عنده. ويقع المدخلان الآخران في مُصلّى الإسحاقية.


معالم أخرى

  • يوجد للمسجد ثلاثة أبواب.
  • للمسجد مصدران للمياه هما عبارة عن عينان من الماء، إحداهما تُسمّى "عين الطواشي" و الأخرى تُسمّى "العين الحمراء".
  • في خارج سور المسجد من جهة الغرب يقع مقام يوسف.
  • برج القلعة وهو ما بقي من القلعة التي بناها الصليبيون والتي عُرفت باسم "قلعة القديس أبراهام".


التكية الإبراهيمية

التكية الإبراهيمية أو تكية إبراهيم، وهي جمعية خيرية تقع بالقرب من المسجد الإبراهيمي تقدم الطعام المجاني للفقراء والأسر المحتاجة على مدار العام وخصوصًا في شهر رمضان، ما جعل مدينة الخليل تكتسب شهرة واسعة بأنها «المدينة التي لا تعرف الجوع أبدًا». يعود عمر هذه التكية منذ العام 1279م، حين أنشأها السلطان قالون الصالحي في زمن صلاح الدين الأيوبي. ويقول أهالي الخليل إن تاريخ التكية (الزاوية) يعود إلى عهد النبي إبراهيم الذي وُصف بأنه "أبو الضيفان" حيث كان لا يأكل إلا مع ضيف كما كان يقدم الطعام لعابري السبيل من ذات المكان الذي توزع فيه التكية الطعام في هذه الأيام.


مجزرة الحرم الإبراهيمي

وفي فجر يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الموافق 25 فبراير عام 1994؛ سمحت القوات الإسرائيلية التي تقوم على حراسة الحرم الإبراهيمي بدخول المستوطن اليهودي المعروف بتطرفه "باروخ جولدشتاين" إلى الحرم الشريف وهو يحمل بندقيته الآلية وعدداً من خزائن الذخيرة المجهزة، وعلى الفور شرع جولدشتاين في حصد المصلين داخل المسجد.

وأسفرت المذبحة عن استشهاد 60 فلسطينياً، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بجروح، وذلك قبل أن يتمكن من تبقَّى على قيد الحياة من السيطرة عليه وقتله.