الأماكن الأثرية في فلسطين - كنيسة المسكوبية


كنيسة المسكوبية | فلسطيننا

على تلّة مرتفعة تطلّ على مركز مدينة الخليل، تقع كنيسة المسكوبيّة، وهي الكنيسة الوحيدة في المدينة التي لا مسيحيّين فيها. الزائر لها يلحظ من بعيد قبابها الذهبيّة ومبناها الذي اتّخذ شكل الصليب والبرج المرتفع إلى جانبها، وما أن يصل إلى أبوابها حتّى تقابله شجرة البلوط التاريخيّة والتي نسبت إلى النبيّ ابراهيم وزوجته سارة اللذين أقاما تحتها قبل 5 آلاف عام.

وقد أخذت تسمية دير المسكوبية نسبة إلى العاصمة الروسية موسكو أو "موسكفا" التي انقلبت بالعربية الدارجة إلى "مسكوبي". والدير من أهم المعالم الأثرية التي تعود ملكيتها إلى روسيا في منطقة الضفة الغربية.

يتكون الموقع من كنيسة بُنيت عام 1906، وقلعة وبيوت الرهبان وقبور من خدموا الكنيسة. وتبلغ مساحة الكنيسة 600 مترا مربعا تقريباً مبنيَّة من الحجر على أرض مساحتها 70 دونماً واتخذت في مخططها شكل الصليب.

ولا يفتح هذا المكان أبوابه، إلا في المناسبات الدينية الخاصة أو لاستقبال وفود السياح وتحديدا الروس منهم. وتعد الكنيسة الوحيدة في منطقة الخليل.

وفي نهاية المطاف يمكن القول أن آلاف السياح يزورون الكنيسة ليتباركوا من شجرة بلوط يقدر عمرها بحوالي 4,500 عام، بالقرب من الكنيسة الروسية، حيث يعتقد أن إبراهيم وزوجته استظلا بها، كما ويقول البعض ان الملائكة بشرت إبراهيم بقدوم مولوده إسحاق حين كان تحتها.


كنيسة المسكوبية من الداخل

تتزيَّن الكنيسة من الداخل بلوحات وصور ورسومات لمن يعتقد المسيحيون أنهم عدد من الأنبياء أمثال إبراهيم واسحق وإسماعيل وزوجاتهم، سارة وليئة (لائقة) وراحيل، فيما سرق اليهود مجموعة من الأعمال الفنية القديمة خلال حادثة سطوٍ تعرَّضت له الكنيسة خلال الحكم العسكري الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية.

وتوجد داخل الكنيسة غرفٌ سكنيةٌ محفورةٌ في الصخور وأماكن استخدمت لصناعة النبيذ، بالإضافة لأماكن محفورة في الصخر وعدد من القبور.


نافذة على روسيا

 شكَّلت هذه الكنيسة نافذة لعلاقة إيجابية بين الشعب الفلسطيني والسلطة مع روسيا، من خلال حفاظ الفلسطينيين على معالمها، واحترامهم هذا المعلم الروسي المسيحي الموجود منذ مئات السنين داخل الخليل، دون أي مساس بها، في وقت حولت “إسرائيل” كنيسا روسيا مماثلا في القدس المسكوبية (القدس) إلى مركز تحقيق يعتقل به الفلسطينيون ويتعرضون لعمليات تعذيب قاسية.

يعيش الآن في الكنيسة ثلاثة رهبان، ويتجولون بلباسهم وزيهم في مدينة الخليل، ويحظون باحترام وتقدير المواطنين فيها.