مذبحة قبية حدثت في ليلة ما بين 14 أكتوبر و15 أكتوبر من عام 1953؛ عندما قام جنود إسرائيليون تحت قيادة أريئيل شارون، بمهاجمة قرية قبية، التي كانت حينها تحت السيادة الأردنية، وقتلوا فيها 69 فلسطينيا، العديد منهم أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها. تم هدم 45 منزلا ومدرسةً واحدة ومسجدا.
شجب مجلس الأمن الدولي ووزارة الخارجية الأمريكية العملية، وتم تعليق المعونات الأمريكية لإسرائيل بشكل مؤقت. أطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم "عملية شوشانة" (بالعبرية ???? ?????، تلفظ ميفتساع شوشانا) ونفذتها وحدتان: وحدة مظليين ووحدة 101 للقوات الخاصة.
تفاصيل مجزرة قبية
في مساء يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 1953 أقدمت الوحدة 101 الإسرائيلية للعمليات الخاصة بقيادة أرئيل شارون والوحدة 890 للمظليين وقوامها 600 جندي على حصار القرية في السابعة والنصف مساءً وبدأتا بقصفها حتى الرابعة من صباح اليوم التالي ما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم.
بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية تخلل ذلك إلقاء القنابل داخل البيوت وإطلاق النار عشوائيًّا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار.
وزرعت العصابات الصهيونية في حينه الألغام على مختلف الطرق بحيث عزلت القرية تماما ودخلتها قوات المشاة وهي تطلق النار في مختلف الاتجاهات فتصدى لها السكان ورجال الحرس الوطني بقيادة محمود عبد العزيز رغم قلة عددهم وأسلحتهم وردوا على النيران بالمثل وظلوا يقاومون حتى نفدت ذخائرهم وقتل معظمهم.
وتمكن قائد الحرس الوطني من الوصول إلى قرية دير قديس حيث اتصل لاسلكيا بالقيادة العسكرية الأردنية في رام الله طالبا النجدة والذخيرة ولكن النجدة العسكرية الأردنية التي تحركت من قرية بدرس اشتبكت مع العناصر المعادية الكامنة في الطرق ولم تستطع الوصول إلى قبية.
بعدها أقدم المظليون الصهاينة على نسف البيوت فوق رؤوس سكانها (كان عدد سكانها يوم المذبحة حولي 200 شخص) وقد قدر عدد البيوت التي نسفت في هذه العملية بـ 56 منزلًا بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.
وجاءت أحداث هذه المذبحة عندما صعّد الاحتلال من عدوانه العسكري ضد القرى الفلسطينية الأمامية بعد توقيع اتفاقية الهدنة مع الدول العربية في محاولة لفرض الصلح على هذه الدول وبناء جدار رعب على طول خط الهدنة وتفريغ القرى الأمامية الفلسطينية من السكان.
وبحسب أرشيف الاحتلال؛ كانت التعليمات بـ:”تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تشريد سكان القرية من بيوتهم”.
مشاهد مؤلمة
بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة من رجال ونساء وأطفال حوالي 67 من أهل قبية وجرح مئات آخرون.
وكان من أشد المناظر إيلامًا منظر امرأة من أهل القرية وهي تجلس فوق كومة من الأنقاض وترسل نظرة تائهة إلى السماء وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة وكان جثمان زوجها ممزقًا من كثرة الطلقات النارية التي أطلقت عليه وملقى على الطريق المواجه لها.
ومن الأسر التي أبيدت بأكملها في المذبحة أسرة “أبو زيد المكونة من أربعة أفراد” وأسرة “محمود المسلول المكونة من ستة أطفال” وزوجة محمود إبراهيم وأطفالها الثلاثة وحسين عبد الهادي وعمره 64 عامًا ولطيفة حسين عبد الهادي وعمرها 12 عامًا.
لماذا قبية
جاءت المذبحة انتقامًا لعملية تسلل في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1953 من الأردن إلى مستوطنة يهودية ألقى الفدائيون فيها قنبلة داخل المستوطنة ليقتل صهيونيّان ويصاب ثالث.
في اليوم التالي قرر رئيس وزراء الاحتلال في حينه ديفيد بن غوريون وحكومته عملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية التي مر من خلالها المتسللون ونص قرار المذبحة على “تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قوية لسكانها بهدف تهجيرهم”.
شاركنا برأيك