المقالات - هل تعلم أن القنصل الأمريكي في القدس هنري غيلمان، إقترح على حكومته أن يقتبسوا أساليب زراعة البرتقال الفلسطينية


هل تعلم أن القنصل الأمريكي في القدس هنري غيلمان، إقترح على حكومته أن يقتبسوا أساليب زراعة البرتقال الفلسطينية | فلسطيننا

لأربعة آلاف عام قبل الميلاد كانت #يافا تلك المدينة #الكنعانية التي ضاعت اليوم في ضواحي ما بات يعرف بـ"تل أبيب" وأبنيتها الشاهقة ومستوطنيها الغرباء، أهم عنوان لزراعة البرتقال في العالم بماركة عرفت عالميا "برتقال يافا" الذي ما زال يضرب به المثل حتى اليوم.

وحتى اليوم، وفي إطار سرقة التراث والتاريخ والحضارة، فإن أكثر ما يروج له الإحتلال الإسرائيلي الزراعة عالميا هو برتقال يافا منتزع هذا الاسم من سياقه التاريخي الذي تناقض كل حبة فيه الرواية الصهيونية المزورة.

 في العام 1886 أرسل القنصل الأمريكيّ في القدس هنري غيلمان، تقريرًا إلى مساعد وزير خارجيته المستر ج. د. بورتر، أشاد فيه بالجودة العالية لبرتقال يافا، وبطرائق التطعيم المبدعة التي كان يستخدمها المزارع الفلسطيني.

واقترح في تقريره، أن يقتبس المزارعون الأميركيون في فلوريدا أساليب زراعة البرتقال الفلسطينية، ولم يستطع اليهود أن يجاروا مستوى الإنتاج الفلسطيني إلاّ في أواخر الانتداب. وعلى الرغم من ذلك، فقد بقي الإنتاج الفلسطيني من الحمضيات متفوقاً، كماً ونوعاً.

وكانت توجد في يافا قبل النكبة أربع شركات كبرى تنقل البرتقال إلى موانئ العالم وهي: جمعية مصدري الثمار الحمضية العربية التعاونية، و(اللتيرس) و(بردس) و(جافا اورنج سندكيت)، هذا عدا عن شركات عالمية مثل (ورتش ليفانت لاين) و(سفنسكا اورينت لاين) و(زغلوغا بولسكا).

  كان موسم البرتقال أشبه بموسم وطني، وتعبر حبة البرتقال اليافوي عن هوية البلد فهي مختلفة بدرجة حلاوة مذاقها وسمك قشرتها عن البرتقال الآخر، وكان معروفا بالبرتقال الفلسطيني على مستوى أوروبا وأمريكا ودول الجوار.

افتتحت عدة وكالات سيارات عالمية فروعاً لها في فلسطين قبل النكبة، كان أشهرها (مرسيدس بنز) عام 1933 وقصة عائلة غرغور من يافا التي كانت تستبدل سيارات المرسيدس من ألمانيا بصناديق البرتقال، ففي ذلك الوقت لم يكن بالإمكان صرف المارك الألماني وتحويله الى الجنيه الفلسطيني، فكانوا يقدرون ثمن السيارة بعدد صناديق البرتقال فكان ثمن المرسيدس من طراز 170 يقدّر ب 500 صندوق برتقال.