"أي سلام يُفرض بالقوة ضد رغبة الفلسطينيين، لن يكون أبدًا سلامًا حقيقيًا، سوف يتلاشي" هذه بعض كلمات الشهيد الفلسطيني كمال ناصر، الذي اغتيل في ما يُعرف بـ "عملية فردان".
"عملية فردان" التي نُفذت في العاشر من أبريل العام 1973، اغتالت خلالها قوة إسرائيلية ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية: كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، المعروفين بتخطيطهم لعمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
في ذلك الوقت، وصل الجنود الإسرائيليون إلى العاصمة اللبنانية بيروت، متنكرين بزي مدني وكان بينهم إيهود باراك، فيما قامت مجموعة أخرى بمحاولة تفجير مقر الجبهة الديمقراطية في حي الفكهاني في بيروت.
ونُفذت العملية بمعاونة فريق استخباراتي إسرائيلي يُدعى "غيدون"، الذي انتقل ورئيسه بعدها إلى طرابلس للتخطيط لعملية مماثلة.
وانتهت العملية باستشهاد القادة الثلاثة، واستقالة الحكومة اللبنانية برئاسة صائب سلام.
من هم القادة الثلاثة؟
كمال ناصر
من مواليد غزة في العام 1925، والتحق بمعهد الحقوق في القدس أثناء ممارسته التعليم والعمل الصحفي، وانضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ثم أصبح الناطق الرسمي بإسم الثورة ومسؤول الإعلام الموحد.
كمال عدوان
المولود في العام 1935 والذي حاز على شهادة في هندسة البترول، فشارك في انطلاقة "فتح" وانتخب في لجنتها المركزية بالعام 1971، ثم كان المسؤول العسكري للقطاع الغربي في حركة فتح.
أبو يوسف النجار
وُلد في قضاء الرملة بفلسطين في العام 1927،أحد مؤسسي حركة فتح وقائد قوات العاصفة.
خطة عملية الإغتيال
مما يُذكر عن تلك الحقبة وملاحقة الإسرائيليين لكافة كوادر الثورة الفلسطينية وجاءت ضمنها عملية "فردان" نسبة للشارع البيروتي الشهير، أن الرجال الفلسطينيين الثلاثة كانوا يسكنون في مبنى واحد، وأن عميلة لإسرائيل كانت تستأجر شقة مقابلة وتراقب كل التحركات الصادرة من شقق القادة والتثبت من وجودهم.
وقبل أيام من الموعد المحدد للعملية، أتت مجموعة بجوازات سفر أوروبية واستأجرت 6 سيارات أميركية بناء على تعليمات من رئيس الموساد.
والقوة التي هاجمت منازل القادة الفلسطينيين تنكرت بلباس "هيبز" (Hippies)، قبل أن تنفذ العملية.
وبعد إتمام المهمتين انسحب فريق الكومندوس إلى الشاطئ الذي جاء منه، حيث كانت بانتظاره طرّادات في البحر، بينما انتقلت مجموعة استخباراتية أخرى إلى شمال لبنان، وتحديدًا طرابلس، لمراقبة تحركات القيادي الفلسطيني سعيد السبع المعروف بـ"أبو باسل" استعدادًا لاغتياله.
جاءت العملية ردا على عملية ميونيخ التي نفذتها منظمة أيلول الأسود التابعة لحركة فتح، وكذلك رداً على إغتيال عميل الموساد باروخ كوهين في العاصمة الإسبانية مدريد.
المقاومة الفلسطينية بقيادة الشهيد أبو جهاد وعلى مدار سنتين خططت للرد على هذه العملية فكانت عملية سافوي في قلب تل أبيب.
*الملصقات من أرشيف ملصق فلسطين..
فيديو بعنوان كنت هناك | عملية فرادان 1973 من قناة العربي.
شاركنا برأيك