المقالات - الشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"


الشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" | فلسطيننا

26 مسلحا و8 رصاصات في 5 دقائق لاغتيال أبو جهاد..إذ اقتحمت وحدة كوماندوز "إسرائيلية" بيته في تونس بحدود الساعة الواحدة صباحا يوم ١٦ نيسان ١٩٨٨ واغتالته.


النشأة والتحصيل العلمي

  • وُلد خليل إبراهيم محمود الوزير في مدينة الرملة أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين في 10 أكتوبر 1935.
  • غادرت عائلته المدينة في يوليو 1948 إثر قيام العصابات الصهيونية باحتلالها وقتل وتهجير سكانها خلال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948 إلى قطاع غزة.
  • التحق الوزير بجامعة الإسكندرية سنة 1955 لدراسة الصحافة في كلية الآداب، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب العدوان الثلاثي على مصر.

السيرة.

  • التحق خليل الوزير سنة 1952 وهو بالمدرسة الثانوية بجماعة الإخوان المسلمين، وكان قائدًا للحركة الطلابية بالمدرسة وأمين سر مكتب الطلاب للإخوان المسلمين في غزة، ولاحقًا تركهم. بدأ بتنظيم مجموعة صغيرة من الفدائيين الفلسطينيين لقتال إسرائيل في المواقع العسكرية بالقرب من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
  • زار ياسر عرفات غزة سنة 1954، وتعرف الوزير عليه كصحافي شاب، فقد كان الوزير مسؤولًا عن تحرير مجلة "فلسطيننا" الطلابية.
  • في 25 فبراير 1955، نفذ برفقة كمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وسعيد المزين، وعبد الفتاح الحمود، وغالب الوزير، وعبد الله صيام، ومحمد الإفرنجي، وحمد العايدي عملية تفجير خزان مياه "زوهر" قرب بيت حانون. وفي 28 فبراير 1955 ردت القوات الإسرائيلية بقتل العشرات من الفلسطينيين والمصريين. أُبعد من غزة إلى مصر، وبذلك الحين بدأ الدراسة في جامعة الإسكندرية، لكنه تركها بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وتلقى تدريبًا عسكريًا في القاهرة أقامته رابطة طلاب فلسطين.
  • اُعتقل الوزير مرة أخرى عام 1957 بتهمة قيادة تمرد الفدائيين الفلسطينيين ضد إسرائيل ونُفي إلى السعودية، حيث عمل مدرسًا لشهور قليلة في مدينة القنفذة في منطقة مكة المكرمة. ثم واصل التدريس بعد انتقاله إلى الكويت عام 1959 وظل فيها حتى عام 1963.

تشكيل حركة فتح

  • استثمر الوزير وجوده في الكويت لتعزيز علاقته بياسر عرفات وغيره من الفلسطينيين المنفيين والذين التقى بهم في مصر، واتفقوا في خريف 1957 على تأسيس تنظيم سري بهدف تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح. في نوفمبر 1959 عُقد اجتماع في الكويت ضم شبان فلسطينيين قدموا من عدة دول عربية، أُعلن فيه عن تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، واُختير الوزير عضوًا في اللجنة المركزي الأولى للحركة، واستمر عضوًا حتى اغتياله عام 1988. انتقل الوزير إلى بيروت في أكتوبر 1959 بعد تكليفه بتحرير المجلة الشهرية للحركة "فلسطيننا–نداء الحياة"، حيث كان الوحيد الذي عنده ميول للكتابة.
  • ساهم الوزير بين عامي 1960 و1962، في تشكيل خلايا سريّة لحركة فتح في الضفة الغربية، وساهم في شراء وتخزين السلاح لهم.
  • في عام 1962، وصل الوزير برفقة ياسر عرفات وفاروق القدومي إلى الجزائر بعد دعوة الرئيس أحمد بن بلة لهم. وفي عام 1963، تولى الوزير مسؤولية أول مكتب لفلسطين في الجزائر، ومعسكر للتدريب العسكري. وعزز العلاقات الفلسطينية الجزائرية واستطاع ابتعاث الآلاف من الطلبة الفلسطينيين للدراسة في جامعات الجزائر وتدريبهم في الكلية الحربية الجزائرية.
  • شارك برفقة ياسر عرفات في عام 1964 ضمن وفد جزائري–حركة فتح إلى بكين، عاصمة الصين. خلال زيارته الصين، قُدمت أفكار حركة فتح إلى مختلف قادة الصين بما في ذلك رئيس الوزراء تشوان لاي، وتم افتتاح مكتب لفلسطين في الصين. كما قام بجولة في دول شرق آسيا الأخرى، وأقام علاقات مع كوريا الشمالية وفيت كونغ. كما زار بعد ذلك يوغوسلافيا وألمانيا الشرقية.
  • في عام 1962 كان اللقاء الأول الذي جمع الوزير بتشي جيفارا في فندق اليتيه بمدينة الجزائر عندما كان يعمل جيفارا مترجمًا لدى المكتب.
  • كُلف الوزير بسبب اعتماده للمقاتلين واتصالاته مع الدول الموردة للأسلحة بدور تجنيد وتدريب المقاتلين، وبالتالي إنشاء الجناح العسكري لحركة فتح، العاصفة.
  • جند الوزير وهو بالجزائر أبو علي إياد الذي أصبح نائبه وأحد كبار قادة العاصفة في سوريا والأردن.
  • في مايو 1964، شارك في المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في مدينة القدس، والذي أُعلن فيه تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضوًا في اللجنة السياسية للمؤتمر.
  • في 31 ديسمبر 1964، نفذت مجموعة مقاتلة من حركة فتح عملية نفق عيلبون فجروا فيه شبكة مياه إسرائيلية وجرحوا جنديين إسرائيليين، وكانت عملية رمزية أعلن بعدها عن انطلاقة حركة فتح.

لبنان وما بعدها

  • خلال فترة وجوده في لبنان، كان الوزير مسؤولاً عن تنسيق العمليات البارزة. خَطط لعملية سافوي في عام 1975، حيث داهم ثمانية من مقاتلي فتح فندق سافوي في تل أبيب وأخذوا رهائن؛ أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بالإضافة إلى المقاتلين الثمانية. خطط أيضًا أنه خطط لعملية كمال عدوان في مارس 1978. في هذه العملية اختطف ستة من أعضاء فتح حافلة وقتلوا 35 إسرائيليًا.
  • انتخب خليل الوزير نائبًا للقائد العام، ياسر عرفات، في المؤتمر الرابع لحركة فتح الذي عقد في دمشق في مايو 1980.
  • عندما حاصرت إسرائيل بيروت عام 1982، خطط الوزير بمساعدة سعد صايل للدفاع عن بيروت وساعدا في توجيه قوات منظمة التحرير الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. 
  • لم يكن الوزير راضيًا عن نتيجة حرب لبنان 1982، وما لحقها من تشتيت القوات الفلسطينية؛ لذلك ركز على إنشاء قواعد عسكرية قوية للحركة في الأرض المحتلة. في عام 1982، انطلقت حركة الشبيبة الفتحاوية فبدأ برعايتها حيث ستنمو وتبدأ الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
  • ساهم الوزير في عملية أسر ثماني جنود إسرائيليين في لبنان وعقد صفقة تبادل بنحو 4,500 أسير لبناني وفلسطيني في جنوب لبنان ونحو 100 من أسرى الأرض المحتلة عام 1982.

الانتفاضة الفلسطينية الأولى

بدأت الانتفاضة يوم 8 ديسمبر 1987 في جباليا شمال قطاع غزة، ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. نُظمت الانتفاضة بواسطة القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان له دورًا هامًا في قيادة الانتفاضة الشعبية في الأرض المحتلة حيث قدم لها الدعم والإسناد بالإضافة إلى تنسيق فعالياتها.

إغتيالة

بدأت إسرائيل عملية اغتيال الوزير في تمام الساعة 1:30 صباحًا من يوم 16 أبريل 1988 حيث كان الوزير في منزله الكائن في حي سيدي بوسعيد شمال شرق تونس العاصمة، وكان يبلغ من العمر 52 عامًا. تتهم إسرائيل الوزير بالمسؤولية عن تخطيط أعمال عسكرية وفدائية ضدها، كما برز نجمه كأحد المحركين للانتفاضة الفلسطينية الأولى.

ما قبل الإغتيال

في 7/6 مارس 1988، انطلقت مجموعة فدائية فلسطينية مكونة من عبد الله كلاب، ومحمد الحنفي ومحمد عيسى لتنفيذ تفجير في مفاعل ديمونا. تزعم إسرائيل أن الوزير قام بتدريبهم عسكريًا وتخطيط العملية. استولى المنفذون على حافلة بداخلها علماء فنيين وعاملين في مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي قدر عددهم بـ 50 شخصًا، نتج عن العملية مقتل ثلاثة منهم بالإضافة إلى المنفذين.

النداء المشؤوم

في رسالته الشهيرة إلى القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى في ٢٧ مارس ١٩٨٨، حذر الشهيد أبو جهاد من تكرار ما حصل بعد "النداء المشؤوم الذي وجّهه حكام العرب للشعب الفلسطيني في ثورة ١٩٣٦ لإنهاء الانتفاضة والاضراب العام"

لنستمر في الهجوم حتى لا نسمح لأحد بالالتفاف على انتفاضتنا او تطويقها ولا يمكن لنا نكرر اخفاقات الماضي ولن نسمح لاحد أن يكرر تاريخ النداء المشؤوم الذي وجهه حكام العرب لشعبنا في ثورة 1936 لإنهاء الإنتفاضة والإضراب العام.

فما هي قصة هذه النداء ؟

  • مع بدء الثورة الفلسطينية في نيسان عام ١٩٣٦ ضد الاحتلال البريطاني وللمطالبة بالاستقلال وإنهاء الهجرة اليهودية إلى فلسطين، تم إعلان الإضراب العام -الذي استمر حوالي ٦ أشهر- في جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى إصابة الكثير من القطاعات بالشلل وخصوصا مع إعلان العصيان ورفض دفع الضرائب.
  • مع تزايد العمليات المسلحة للثوار، وسط تأييد من كافة فئات الشعب الذين ساندوهم بكافة الطرق وانضمام العديد من المتطوعين العرب للثورة، فشلت بريطانيا في إخمادها وفي وقف الإضراب، وهو ما دفع حكام السعودية والعراق والأردن للوساطة بين اللجنة العربية العليا وصديقتهم الحكومة البريطانية
  • وصدر نداء مشترك في ١٠ تشرين الأول ١٩٣٦ عن الملك عبدالعزيز  (السعودية) والملك غازي (العراق) و الأمير عبدالله (الأردن) ومما جاء فيه:

"لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين...ندعوكم للإخلاد إلى السكينة حقنا للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية.."

  • استجابت اللجنة العربية العليا لوساطة الملوك وتم إعلان إنهاء الإضراب العام. واستمرت عمليات الثوار لكن بوتيرة أقل، نتيجة موقف اللجنة العليا التي استجاب لنداء الملوك العرب. ولكن بريطانيا لم تلتزم بتعهداتها وأقرت لجنة بيل تقسيم فلسطين، وتنصل الملوك العرب من مسؤولياتهم ..
  • في ٢٦ أيلول ١٩٣٧ قام مجموعة من ثوار القسّام باغتيال الجنرال أندرز  حاكم لواء الجليل، والذي كان من الداعمين للمشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، لتتجدد الثورة المسلحة قبل أن تنجح بريطانيا في إخمادها أواخر عام ١٩٣٩.


تفاصيل عملية الإغتيال

في 2019، بثت القناة الثالثة عشر العبرية تقريرًا مصورًا كشف عن تفاصيل جديدة حول "أكبر عملية اغتيال" وفق القناة قامت بها إسرائيل. بين التقرير أن القوات الإسرائيلية من الموساد، والشاباك، ووحدة سيرت متكال، وشايطيت 13، والقوات الجوية، والبحرية مكثت في البحر نحو 48 ساعة قبل بدء العملية التي شارك فيها نحو 161 سفينة إسرائيلية حربية على متنها نحو 700 جندي. تولى إيهود باراك مسؤولية العملية في البحر. ذكر التقرير أن الجنود تأخروا في تنفيذ العملية، حيث كان عليهم التأكد من وجود الهدف في البيت. لذلك اعتقل الجيش الإسرائيلي أحد معارف الوزير يُدعى «فايز أبو رحمة» من غزة وطلبوا منه الاتصال بالوزير تحت إدارة الموساد، كما أجرى الموساد مكالمةً أخرى من تل أبيب على أن تظهر أنها من أوروبا وعند تأكدهم من وجوده بالبيت بدأت العملية.

في وثائقي نشرته قناة الجزيرة قالت زوجة الوزير إنها سمعت صوت الباب ينكسر وصوت صراخ، تناول الوزير سلاحه وخرج إلى ردهة أمام غرفة مكتبه وبدأ بإطلاق النار نحوهم من مسافة قريبة. رد الجنود بإطلاق النار وبعد وقوع الوزير أرضًا تقدم جندي وأفرغ مخزنه في جسد الوزير، ثم كرر ثلاثة جنود آخرين ذلك، حيث وصل عدد الرصاصات إلى نحو 70. ذكرت أيضًا قدوم شخصية رفيعة يُعتقد أنها «موشي يعالون» وأطلقت النار عليه في رأسه. أطلق الجنود النار أيضًا في الغرفة كان يتواجد فيها طفل الوزير الصغير «نضال» الذي لم يصب.



رحم الله الشهيد ابوجهاد وكافة شهداء شعبنا وامتنا العربية والإسلامية .