في ٦ آب ١٩٨٢ في تمام الساعة 1:55 ظهراً، قصفت الطائرات"الإسرائيلية" بناية العكر في منطقة الصنائع - بيروت، والمؤلف من سبع طبقات، مما أدى لتدمير المبنى بالكامل، و إستشهاد وجرح ٢٥٠ من السكان ومعظمهم من المهجّرين من مخيمي الضبية وجسر الباشا.
استخدمت الطائرات الاسرائيلية صواريخ فراغية لم تستخدم من قبل في حرب لبنان حيث لوحظ ان صوت الصاروخ لم يسمع بعيداً عن مكان البناية المقصوفة بعكس الاهتزاز القوي الذي تجاوز مدى الصوت الناتج عن الانفجار.
وكان الهدف من قصف بناية العكر هو اغتيال ياسر عرفات "أبو عمار" حيث ظن "الإسرائيليون" أنه سيكون متواجدا فيها، بعد أن لاحقوا أحد حراسه الذي أحضر عائلته (والده ووالدته وزوجته و أطفاله الأربعة) إلى البناية لحمايتهم، حيث كان كل سكانها من المدنيين..لكن أفراد عائلته كلهم استشهدوا في القصف (بحسب ما نُشر في جريدة القبس الكويتية ٧ آب ١٩٨٢)..
ويكتب محمود درويش عن هذه المجزرة في كتابه "ذاكرة للنسيان":
كانت حديقة الصنايع تشهد أحد مظاهر يوم الحشر. مئات الخائفين يحيطون بتابوت حجري ضخم. الوجوم يحمل ثقل المعادن تحت شمس محجبة بجميع ألوان الرماد. نندس بين الحشود لنجد مكانا للتطلع خلف الأكتاف المتزاحمة، خلف السياج البشري المشدود على خوف وغضب،فنرى: بناية ابتلعها قاع الأرض..
كما كتب أمجد ناصر عنها في كتابه " بيروت صغيرة بحجم راحة اليد: يوميات من حصار ١٩٨٢":
المهجرون الذين فروا من الموت طمرهم الموت تحت الأنقاض. المنطقة كلها تعج بالمهجرين الذين يفترشون الأرض في حديقة "الصنايع". هناك مخيم كامل في الحديقة، مخيم جديد من أبناء المخيمات القديمة..
التعليقات - 1