المقالات - النكبة ، جرح فلسطين الغائر


النكبة ، جرح فلسطين الغائر | فلسطيننا

النكبة مصطلح فلسطيني يعبر عن التطهير العرقي والمأساة الإنسانية التي حلت بالفلسطينيين إثر إحتلال الصهاينة لأرض فلسطين، وطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، وإرتكاب مئات المجازر وأعمال النهب، وهدم أكثر من 500 قرية، وتحويل ما تبقى من القرى من أسمائها العربيه لأسماء يهوديه، وتدمير المدن الفلسطينية وتحويلها إلى مدن يهوديه، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب، وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصيلة من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.

كما تشمل الأحداث إرتكاب القوات الصهيونية للمئات من أبشع المجازر والفضائع ضد الفلسطينيين.

وفي العام 1948 نجحت الحركة الصهيونية بدعم من بريطانيا في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل المزعومة.

على الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات ومدن فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.

إقرأ أيضا : فلسطين ما قبل النكبة ( التعليم، الصحة، الزراعة، الأحزاب ، الرياضة ، العملة ....)

إقرأ ايضا : ملكية الأراضي في فلسطين ما قبل النكبة


بداية النكبة

  • لم تبدأ النكبة الفلسطينية عام 1948، وإنما قبل ذلك بكثير، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي نشر نابليون بونابرت بيانا يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة.
  • لم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت إلا أنها لم تمت أيضا، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن الـ19، وتجسد ذلك بداية من 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
  • بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.
  • عام 1917: أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، وجاء الوعد في رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا السابق آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد -وهو أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا- لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وأيرلندا.

إقرأ أيضا : النكبة الفلسطينية - تاريخ الوجود اليهودي في فلسطين

إقرا أيضا : النكبة الفلسطينية - وعد بلفور " وعد من لا يملك لمن لا يستحق"

  • توالى توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، كما اشترى اليهود عددا من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها، مما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وكل هذا تم بدعم كامل من البريطانيين.


إقرأ أيضا : ثورة البراق، شكلت الوعي العربي والفلسطيني

  • لم يستسلم الفلسطينيون أمام هذه التحركات، وأدت جهود المقاومة في 1936 إلى قيام ثورة عربية ضد الإمبريالية البريطانية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني.
  • عام 1939: سحق البريطانيون الثورة العربية، ووجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين؛ قوات الاستعمار البريطاني والعصابات المسلحة الصهيونية التي تزايدت أعدادها لتصل إلى 40 ألف شخص في ذلك الوقت.

إقرأ أيضا : ثورة 1936 ( الثورة العربية الكبرى )

إقرأ أيضا : النكبة الفلسطينية - حكايات الصمود الفلسطيني قبل عام 1948


مراحل التهجير

  • تختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال.
  • تعيد النكبة ذكرى 10 آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا، فيما أصيب 3 أضعاف هذا الرقم بجروح.


إقرأ أيضا : المجازر الصهيونية في فلسطين

إقرأ أيضا :النكبة الفلسطينية - المجازر الإسرائيلية في فلسطين بين عامي 1937 - 1948


خطة التقسيم

  • 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947: أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.
  • شكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ.
  • كان اليهود يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من المساحة.
  • رفض الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية، خاصة أنها أضفت صفة الشرعية على فكرة بناء دولة يهودية على أرض فلسطين العربية إلا أنها لم توافق على الحدود المقترحة، ولذلك أطلق الصهاينة حملات مكثفة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية.
  • عام 1948: سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وذلك تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني.
  • 14 مايو/أيار 1948: قرر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه -الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميا من فلسطين- أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفيد بن غوريون إقامة دولة إسرائيل.
  • خلال دقائق قليلة اعترفت أكبر قوتين من قوى العالم -وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي– بإسرائيل، وأصبح الفلسطينيون بلا دولة.
  • توالت بعد ذلك خطط الصهاينة لتطهير أرض فلسطين من سكانها، وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود، وأفرز هذا الوضع معاناة ممتدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.


إقرأ أيضا : القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها على أيدي العصابات الصهيونية إبان النكبة

إقرأ أيضا : النكبة الفلسطينية - أدوات تغيير الهوية الفلسطينية.


النكبة الفلسطينية - حقائق و أرقام 

  • "النكبة شردت قسرا وبالقوة" نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
  • في "النكبة" أقيمت إسرائيل على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وجرى تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية.
  • نفذت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني.
  • في حينه تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال، يضاف إليهم نحو 500 أسير عربي.
  • رغم التدمير والقتل والتشريد، بقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، ارتفع عددهم ليصل نحو مليون و700 ألف حتى نهاية 2021، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
  • خلال النكبة وفي الصراع المستمر منذ عام 1948 فقد ما يزيد عن مائة مائه وأربعون ألف فلسطيني حياتهم، بينهم 11 ألفا و358 منذ انطلاق انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000) وحتى 30 أبريل/نيسان 2022. و 30 ألف منذ حرب الإباده الجماعية في غزة
  • وفق المعطيات، فإن عدد الأسرى في سجون اسرائيل يقدر اليوم بنحو 11,450، من بين قرابة مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.
  • يشكل الفلسطينيون اليوم نحو 49.9 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 بالمئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، وفق الإحصاء.
  • لم يكن مسيحيو فلسطين بمنأى عن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، فقد تعرضوا للتشريد والتهجير والملاحقة أسوة بالمسلمين.


حق العودة

عام 1948: صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي جاء في المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده.

أكدت على ذلك أيضا اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم "194 – د" الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.

إقرأ أيضا : النكبة الفلسطينية - قرارات الأمم المتحدة



مما سبق ومما جرى نرى أن الأمر لم يبدأ منذ 7 أكتوبر، بل أن 7 أكتوبر وجميع عمليات المقاومه السابقه، هي نتاج طبيعي وحق مشروع للفلسطينيين في إستعادة أراضيهم المحتلة، وعوده اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وبلدانهم الأصليه، والحفاظ على المقدسات.

إقرأ أيضا : لماذا عملية طوفان الأقصى


لم تكن النكبة حدثاً وحيداً وإنما مجموعة من المآسي والآلام تعتصر قلب الفلسطيني أينما حل أو ارتحل، ويستمر حملها من جيل إلى جيل.

وستبقى ذكراها حاضرة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني مثقلة بالأنين والحنين إلى أرض الآباء والأجداد.


للمزيد من المعلومات عن فلسطين ما قبل النكبة وأحداث النكبة من خلال الرابط التالي

النكبة الفلسطينية : 76 عام على النكبة - وما زال الجرح مستمرا.