- إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي- اتفاقية أوسلو 1


إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي- اتفاقية أوسلو 1 | فلسطيننا

يُعد إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، المعروف باسم اتفاقية أوسلو 1، أول اتفاق سياسي مباشر بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وقد مثّل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية المعاصرة.

تم التوقيع الرسمي على الاتفاق في واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 13 / 09 / 1993، بعد مفاوضات سرية جرت في العاصمة النرويجية أوسلو استمرت لأكثر من عام.


خلفية المفاوضات

بعد فشل مؤتمر مدريد للسلام (1991) في تحقيق تقدم ملموس، بدأت النرويج باستضافة لقاءات سرية غير رسمية بين وفدين من منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

انطلقت هذه الاجتماعات في مدينة أوسلو بداية عام 1992، بعيدًا عن الأضواء وبتسهيلات من وزارة الخارجية النرويجية.


مكان التوقيع والحدث الرمزي

في 13 / 09 / 1993، نُقل الاتفاق من أوسلو إلى واشنطن ليتم توقيعه رسميًا في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.

حضر مراسم التوقيع:

  • ياسر عرفات – رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،
  • إسحق رابين – رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي،
  • بيل كلينتون – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.


مضمون الاتفاق

نصّ إعلان المبادئ على ما يلي:

الاعتراف المتبادل:

  • تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود.
  • تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني.

إقامة سلطة حكم ذاتي فلسطينية مؤقتة:
تُمنح صلاحيات محددة في الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة خمس سنوات انتقالية.

انسحاب إسرائيلي تدريجي:
يبدأ من قطاع غزة ومدينة أريحا كنقطة أولى.

مفاوضات الوضع الدائم:
تُجرى بعد خمس سنوات لبحث قضايا القدس، اللاجئين، المستوطنات، الحدود، الأمن، والمياه.

تعاون اقتصادي وأمني:
تأسيس لجان مشتركة لتنظيم العلاقات الاقتصادية والأمنية والإدارية خلال المرحلة الانتقالية.


دلالة المكان والتسمية

رغم أن التوقيع الرسمي جرى في واشنطن، سُمّيت الاتفاقية بـ "اتفاقية أوسلو" لأن المفاوضات السرية التي صيغ فيها الاتفاق تمت بالكامل في أوسلو – النرويج.

لذلك فإن الاسم يعكس مكان ولادة الاتفاق لا مكان توقيعه.


النتائج والتداعيات

  • تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 ككيان إداري مؤقت إلى حين الوصول للدولة.
  • عودة قيادة منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  • بداية مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والأمنية بين الجانبين.

ورغم الطموحات التي رافقت الاتفاق، إلا أنه واجه انتقادات فلسطينية واسعة لعدم تضمّنه التزامًا واضحًا بإنهاء الاحتلال أو تحديد جدول زمني لإقامة الدولة الفلسطينية.



تملّص إسرائيل من تنفيذ الاتفاقيات حتى اليوم

منذ توقيع اتفاقية أوسلو الأولى عام 1993، لم تلتزم إسرائيل بالتطبيق الفعلي لبنودها الأساسية، بل عملت على تفريغ الاتفاق من مضمونه السياسي والقانوني.

فبدلًا من الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كما نصت الاتفاقيات، واصلت توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وفرضت حصارًا شاملًا على قطاع غزة، مع استمرار سيطرتها على القدس الشرقية والحدود والمعابر والموارد الطبيعية.

كما عرقلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المفاوضات النهائية حول قضايا الوضع الدائم (القدس، اللاجئون، الحدود، المستوطنات)، وحوّلت المرحلة الانتقالية التي كان يفترض أن تستمر خمس سنوات فقط إلى واقع دائم من الاحتلال العسكري.

في المقابل، التزمت السلطة الفلسطينية بجميع التزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية المنصوص عليها في أوسلو، دون أن تحصل على الاستقلال أو السيادة التي وُعد بها الشعب الفلسطيني.

وبذلك، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على اتفاق أوسلو، بات واضحًا أن إسرائيل تستخدم الاتفاق كأداة لإدارة الاحتلال وليس لإنهائه، مستفيدة من غياب المحاسبة الدولية والدعم الأمريكي المستمر.


المراجع والمصادر

United Nations – Declaration of Principles on Interim Self-Government Arrangements (Oslo I Agreement)

The Oslo Accords – U.S. Department of State Archive

الجزيرة نت – اتفاق أوسلو: بداية مرحلة جديدة من الحكم الذاتي الفلسطيني

الأمم المتحدة – تقرير الأمين العام حول تنفيذ اتفاقيات أوسلو (2017)

منظمة العفو الدولية (Amnesty International): إسرائيل تمارس نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين

هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch): تقرير “تجاوز الحد” (2021)

الجزيرة نت – ثلاثون عامًا على اتفاق أوسلو: إسرائيل تقتل الاتفاق وتُبقي آلياته