المقالات - مستشفى الشفاء.. أكبر مجمع طبي، و أكبر المذابح في التاريخ الفلسطيني


مستشفى الشفاء.. أكبر مجمع طبي، و أكبر المذابح في التاريخ الفلسطيني | فلسطيننا

مجمع الشفاء الطبي هو مجمع طبي حكومي يعتبر أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة وهو يضم ثلاث مستشفيات تخصصية هي مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنة ومستشفى النساء والتوليد، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سرير، ملكية الأرض والمبنى هي حكومية تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، يقع المجمع في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، على مفترق تقاطع شارع عز الدين القسام مع شارع الوحدة وهو من الشوارع الرئيسية في المحافظة، تحصل به بعض الاختناقات المرورية نهارا، تحيط بالمستشفى ثلاثة شوارع فرعية من باقي الجهات.

تأسيس مشفى الشفاء

أنشئ مستشفى الشفاء في العام 1946 خلال الانتداب البريطاني في فلسطين، وبعد انتهاء الانتداب أصبح تحت الإدارة المصرية عقدين من الزمن، توسعت فيه أقسامه وزاد عدد أسِرّته.


مشفى الشفاء و حرب 1967

عام 1967 أصبح المستشفى تابعا للاحتلال الإسرائيلي بعد سيطرته على المنطقة في أعقاب نكسة يونيو/حزيران، وقرر حينها إعادة بنائه على نحو مشابه للمستشفيات الإسرائيلية.


مشفى الشفاء و إنتفاضة 1987 وسرقة الجثامين

مع بدء الانتفاضة الأولى (ديسمبر/كانون الأول 1987) برز دور المستشفى كنقطة مواجهة أساسية بين جيش الإحتلال الصهيوني والفلسطينيين، فقد حدثت فيه أول مواجهة في الانتفاضة حين اقتحمه الطلاب الفلسطينيون لمواجهة جنود الاحتلال، إذ كان مركز تجمع للجيش، وحاول الجنود الإسرائيليون خلال الانتفاضة سرقة جثامين الشهداء الفلسطينيين من المستشفى.


مشفى الشفاء في عهد السلطة الفلسطينية

عام 1994 ونتيجة لاتفاق السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تسلمت السلطة الفلسطينية إدارة المشفى ورفعت العلم الفلسطيني عليه.

وتلقى حينها دعما يابانيا وأوروبيا للتطوير وإنشاء مبان جديدة، وتوسيع الغرف، ثم شهد المستشفى بعدها عدة عمليات تطوير حولته إلى مجمع طبي يضم عدة مستشفيات متخصصة.


أقسام مجمع الشفاء الطبي

يضم مجمع الشفاء اليوم 3 مستشفيات متخصصة هي:

  • مستشفى النساء والتوليد مع قسم حضانة للأطفال الخدج.
  • مستشفى الأمراض الباطنية.
  • مستشفى الجراحة.

بالإضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط وغيرها.

ويقدم المستشفى خدماته على نحو خاص لسكان مدينة غزة، بالإضافة إلى استقبال حالات من مدن أخرى لا تتوفر فيها مستشفيات متخصصة.

كما يقدم خدمات علاجية وصحية متنوعة وعمليات لأعداد كبيرة من السكان، فعلى سبيل المثال في عام 2020 قدم المستشفى خدمات علاجية لـ460 ألف مواطن، إضافة إلى تقديم خدمات صحية لما يقارب 250 ألف مواطن في قسم الطوارئ، وأجريت فيه في العام ذاته 25 ألف عملية جراحية و69 جلسة لغسل الكلى، و13 ألف حالة ولادة.


مشفى الشفاء و حرب الإبادة الجماعية 2023

في حرب الإباده الجماعية التي يشنها الإحتلال الصهيوني على غزة 2023 بلغت القدرة الاستيعابية للمستشفى 164%؛ إذ كانت أعداد الإصابات مهولة ومستمرة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، وعانى المستشفى من وضع كارثي نتيجة نقص الوقود والدواء، وكثرة الجرحى وتوافد أعداد كبيرة من المصابين عليه والتعب الذي طال الكادر الطبي نتيجة العمل المتواصل.

إضافة إلى ذلك يجتمع عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين في مجمع الشفاء الطبي على اعتباره مكانا آمنا إلى حد ما، ونقطة يسهل منها الوصول إلى بقية المناطق والأحياء، كما أنه مكان يسهل عليهم تغطية الحدث من خلال القرب من الكادر الطبي ومن الحالات التي يتم إسعافها.

ويؤدي المستشفى دورا أساسيا في إيواء العائلات، إذ يلجأ إليه المواطنون والعائلات بسبب القصف العنيف على الأحياء السكنية والبيوت، ويبيتون في الساحات الخارجية، وفي عدوان 2021 جهز المجمع خياما لإيواء العائلات النازحة في الساحة الخلفية.

وفي طوفان الأقصى عام 2023 نزح إليه أكثر من 35 ألف مواطن احتماء من الغارات التي استهدفت منازلهم، وتبيت العائلات في ممرات المستشفى وغرفه وساحاته.


الإنتهاكات الصهيونية بحق مشفى الشفاء وتدميره

  • في 9 أكتوبر 2023، استهدفت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي محيط مجمع الشفاء الطبي؛ مما أدى إلى أضرار في قسم الحضانة لحديثي الولادة. وقال وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة يوسف أبو الريش إنه تم دفن 179 ضحية بينهم عشرات الأطفال والنساء في قبر جماعي بحديقة صغيرة عند بوابة مبنى الجراحات التخصصية في مستشفى "الشفاء" بغزة، منهم 40 من مرضى العناية المركزة، وقسم الأطفال الخدج.
  • طوال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، يساهم بالتحريض على المستشفى، زاعمًا أن حركة حماس تتخذه كمركز قيادة لها. فيما نفت الحركة هذه المزاعم وطالبت بتشكيل وفد دولي، يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تفتيش المستشفى. يشار إلى أن هذه المزاعم تتكرر منذ حرب 2008-2009 على قطاع غزة.
  • بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء المستشفى، غادر المئات من المرضى والنازحين المستشفى سيرًا على الأقدام في 18 نوفمبر 2023.
  • وفي17 نوفمبر 2023، أعلن مدير مستشفى الشفاء وفاة كل المرضى في قسم العناية المركزة، بسبب الحصار الإسرائيلي على المجمع الطبي.
  • وفي 23 نوفمبر 2023، اعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية واقتادته إلى التحقيق.
  • وفي 17 ديسمبر 2023، أكدت منظمة الصحة العالمية أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي استحال "حمام دم" وبات يحتاج إلى "إعادة تأهيل" بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
  • وفي 12 يناير2024 استأنف مستشفى الشفاء عمله جزئياً وفق ما ذكرته منظمة الصحة العالمية التي تمكنت من تسليمه إمدادات للمرة الأولى منذ أسبوعين. حيث أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة "إكس" أن فريقاً من منظمة الصحة العالمية وشركائها تمكن من الوصول إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة وتقديم 9300 ليتر من الوقود والإمدادات الطبية لعلاج ألف مريض من ضحايا الصدمات و100 مريض يحتاجون إلى غسل كلى".
  • وفي 1 إبريل 2024 انسحب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي بعد أن خلف دماراً هائلاً وعشرات الجثث بداخله وفي محيطه، وذلك بعد عملية استمرت نحو أسبوعين، وصرحت وزارة الصحة  بأن الاحتلال انسحب من مجمع الشفاء الطبي بعدما أحرق مبانيه، مشيرة إلى انتشال عشرات جثث الشهداء، بعضها متحللة، من داخل المجمع ومحيطه.

 


مشاهد مروعة لعشرات الجثث في باحات مستشفى الشفاء عقب انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من مشفى الشفاء.


أظهرت لقطات صادمة مقتل فلسطينيين مكبلي الأيدي بطريقة غير إنسانية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.


وبعد أن حاصرتهم القوات الإسرائيلية لمدة أسبوعين، تم إخلاء المصابين من مستشفى الشفاء لتلقي العلاج الطبي.


مجزرة الشفاء انسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى الشفاء في غزة بعد غارة استمرت أسبوعين، مخلفًا وراءه دمارًا غير مسبوق والعديد من الضحايا.


فلسطينيون يحاولون انتشال جثامين ذويهم من مقبرة في ساحات مستشفى الشفاء بعد أن جرفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.