المجازر الإسرائيلية - مجزرة رفح.. الجمعة السوداء


مجزرة رفح.. الجمعة السوداء | فلسطيننا

وشهدت ساعات الصباح الأولى في مثل هذا اليوم عام 2014، عودة أهالي المنطقة الشرقية برفح لمنازلهم التي تركوها بعد توغل لقوات الاحتلال هناك؛ في ظل حديث عن تهدئة خرقت قبل بدء سريانها بدقائق (...)، ولكن سرعان ما عاجلتهم الدبابات والطائرات بقصف مكثف وعشوائي لرفح، بعد أن اكتشف الاحتلال أن أحد جنوده (هدار غولدن) قد أُسر من قبل المقاومة الفلسطينية.

وشهد ذلك الوقت سقوط قذيفة على المنطقة الشرقية لرفح كل عشرة ثوانٍ، حيث تم إطلاق أكثر من ثلاث آلاف قذيفة". وارتقى في اللحظات الأولى العشرات من الشهداء.

ولم تسلم الطواقم الطبية والمسعفين من الاستهداف، وذلك خلال محاولتهم الوصول إلى المناطق المستهدفة، ويقول مدير المستشفى "واجهنا صعوبة في الوصول لأماكن القصف وأصيب عدد من المسعفين خلال تأدية مهامهم دون أن يتمكنوا من انتشال كل الضحايا".

واستدرك "الاحتلال استهدف المشفى بشكل مباشر (...)، وأصبح غير آمن ولا يصلح للعمل بعد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها جراء القصف"، لافتًا إلى أن عشرات المواطنين كانوا قد لجأوا للمشفى للاحتماء به من شدة القصف، في الوقت الذي زعم فيه الاحتلال أن جنديه المختطف يقبع في المسستشفى، كذريعة لمواصلة استهدافه جوا وبرا.

هذا وضاقت الثلاجات بجثامين الشهداء، فاضطرت الطواقم الطبية إلى حفظ بعض منها في مبردات الطعام فيما تم دفن عدد من الشهداء دون أن يتم التعرف عليهم، نظرًا لتقطعهم إلى أشلاء من شدة القصف، كما تم دفن أكثر من جثمان في القبر ذاته، لكثرة أعدادهم وضيق المقابر.

وستبقى جريمة رفح شاهدة على صمت وتخاذل المجتمع الدولي اتجاه قطاع غزة، خصوصًا بعد استخدام الاحتلال لأسلوب الأرض المحروقة، في تدمير المنطقة.

انتهت مجزرة رفح، باستشهاد 140 فلسطينيًا وجرح المئات وتدمير أغلب منطقتها الشرقية، وعدم تقديم من ارتكبوها من قادة الاحتلال للمحاكمة، ولكن حكايتها لم تنتهي بعد .. فـ "الصندوق الأسود" ما زال مغلقًا وتحتفظ المقاومة الفلسطينية بكامل أسراره وخباياه، والتي سوف تُفاجئ الجميع، وفقًا لما قال محللون ومراقبون سياسيون.

وتعرض قطاع غزة في 07 تموز/ يوليو 2014، لحرب إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يومًا، تخلله شنّ آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية، ما أدى لاستشهاد ألفين و324 فلسطينيًا وإصابة الآلاف، وتدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس،