المجازر الإسرائيلية - مجزرة تل الزعتر


مجزرة تل الزعتر | فلسطيننا

وقعت مذبحة تل الزعتر في 12/08/1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية في مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين الذي كان يضم ما بين 50000 و 60000 من الفلسطينيين والواقع شرق العاصمة اللبنانية بيروت.


السكان

ينحدر سكانه من قرى شمال فلسطين، وعلى الأخص "الخالصة"، و"اللزازة"، و"صلحا"، إضافة إلى البدو الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في فترات اللجوء الأولى في منطقة المسلخ شرق بيروت، اللذين جرى نقلهم إلى المخيم عام 1965، إثر انتشار دعاية عن وجود مرض "الطاعون" في منطقة المسلخ.

الخلفية التاريخية

  • بعد أن قامت إسرائيل باحتلال الضفة الغربية والقدس والجولان ومعظم سيناء سنة 1387هـ ـ 1967م تحول الملايين من الفلسطينيين إلى لاجئين في الدول المجاورة مثل لبنان والأردن ومصر وغيرها، وإن كانت الغالبية العظمى من الفلسطينيين قد لجأوا إلى لبنان والأردن، وقد قامت الدول العربية بإنشاء مخيمات كبيرة لإيواء هذه الأعداد الضخمة من اللاجئين الفلسطينيين.


    ومع انتقال الفلسطينيين من بلدهم إلى البلاد المجاورة، انتقلت معهم المقاومة الفلسطينية ومنظماتها الفدائية، وأخذت هذه المقاومة في توجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني، وحققت هذه الهجمات نجاحًا كبيرًا أدى لزيادة النفوذ الفلسطيني داخل لبنان والأردن، وسببت هذه المقاومة مشاكل كبيرة للأردن، فأسرع الملك حسين الحريص على عدم إثارة اليهود وأمر الجيش الأردني بإخلاء المخيمات الفلسطينية وطرد المنظمات الفدائية من بلده، فانتقلت هذه المنظمات وتجمعت كلها تقريبًا في لبنان.

    أصبح عدد اللاجئين الفلسطينيين كبيرًا، وأصبحوا قوة مؤثرة وحاضرة على الساحة اللبنانية، وأخذت هذه القوة الجديدة في التدخل بقوة فعالة في أحداث لبنان الملتهبة، فأخذت إسرائيل في إثارة النصارى الموارنة في لبنان، وكانوا في غاية الضيق والحنق من التواجد الفلسطيني، خاصة وأن السلطة اللبنانية كانت عاجزة عن وقف النشاط الفلسطيني، وازداد حنق الموارنة في لبنان مع زيادة التأييد الشعبي اللبناني من قبل مسلمي لبنان للمقاومة الفلسطينية، ونجح المخطط الإسرائيلي واشتعلت الحرب الداخلية في لبنان بين الموارنة والفلسطينيين ومعهم مسلمو لبنان السنة سنة 1395هـ ـ 1975م.

    أحرز الفلسطينيون انتصارات كبيرة واندحرت القوات المارونية إلى داخل مواقعهم متخذة موقفًا دفاعيًا، ولكن سرعان ما تغيرت دفة القتال بعد تدخل الجيش السوري في الحرب الدائرة وذلك لوقف العمليات الفدائية والمليشيات الفلسطينية، وفي آخر يونيو سنة 1976م كانت القوات السورية تحاصر المعاقل الفلسطينية واللبنانية المتحالفة معها وقد قطعت عنها خطوط الإمدادات.


حصار مخيم تل الزعتر

  • بدأ حصار المخيم في 22 يونيو/حزيران 1976، واستمر الحصار طيلة 52 يوما، حيث تم قطع الماء والكهرباء والطعام عن المخيم، وكان الحصار خانقا وقاسيا لدرجة أن أهل المخيم طلبوا فتوى تجيز لهم أكل الكلاب وجثث الشهداء الملقاة في شوراع المخيم.
  • تعرض المخيم لـ72 هجوما، والقصف بأكثر من 55 ألف قذيفة، ومُنعت هيئات الإغاثة من دخوله.
  • وفي 11 أغسطس/آب 1976 جرت مفاوضات برعاية قادة عرب، وتم التوصل لاتفاق ينص على السماح بخروج المدنيين فقط من المخيم بوساطة الصليب الأحمر الدولي.
  • وفي 12 أغسطس/آب 1976 انتهى الحصار، بسقوط المخيم ودخول القوات اللبنانية والسورية التي ارتكبت عمليات إبادة وبقر لبطون الحوامل وهتك للأعراض وذبح للأطفال والنساء والشيوخ.


مرتكبو مجزرة تل الزعتر

نفذت مجزرة تل الزعتر القوات السورية في لبنان والقوات المارونية المسيحية اللبنانية التي تتألف من:

  • حزب الكتائب بزعامة بيير الجميل.
  • ميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون.
  • ميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجية.
  • ميليشيا حراس الأرز.


ضحايا مجزرة تل الزعتر

  • خلفت المذبحة 4280 قتيلا من اللاجئين الفلسطينيين نصفهم في الحصار، ونصفهم في الخروج من المخيم، وغالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، بخلاف آلاف الجرحى ومئات المفقودين (حتى الآن لا يوجد إحصاء دقيق بعددهم).
  • وبعد ارتكاب المجزرة، باشرت الجرافات إزالة المخيم، وهام الناجون من الموت على وجوههم يبحثون عن المأمن، وتوزعوا لاحقا على مخيمات فلسطينية أخرى في لبنان.
  • بعد اتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية بتسويات وحمل شعار "العفو عما مضى"، رفضت الدولة اللبنانية إعادة إعمار المخيم، كما رفضت عودة اللاجئين المهجرين إليه.


قصص من مجزرة تل الزعتر

اقتحموا المخيم وأنا به وابني خالد ( ١٤ سنة)،فصفّوا الرجال وأخذوا البنات وفتشوا النساء تفتيشا مخجلا،وجاء دوري فسألوني من أين لي مثل هذا الولد لأنه أشقر وعيونه خضر وأنا سمرة وقالوا: حرام يكون عند الفلسطينيين مثله، فأجبتهم بصوت كله تحدي:هذا فلسطيني،إبني أنا، إبن فلسطين ما أن انتهيت من كلامي حتى أطلقوا الرصاص عليه، ولم أهتزّ بل تسمرت في مكاني، وأمروني أن أدوسه فرفضت، وقلت لهم أعرف هذه النهاية، وهذا قدرنا ولن نركع ابدا وما زال لنا طفل يرضع.


سأل المقاتل الكتائبي ممرض فلسطيني عن اسمه فأجاب: إلياس.

 فقال المقاتل: فلسطيني وإلياس كمان !

وأطلق عليه الرصاص ما أدى لاستشهاده.

* كتاب حصار تل الزعتر: شهادات وتحليل - علي حسين خلف 1976