ظل حي القطمون العربي منذ أن تبنت الأمم المتحدة قرار التقسيم مسرحاً للهجمات اليهودية نظرا لموقعه الاستراتيجي، ولقد هز المدينة نسف فندق سمير أميس في 15-1-1948 ونتج عنه دفن 22 عربيا تحت الانقاض كما نسفت ثلاث بيوت.
وقد شنت العصابات الصهيونية هجوما الأكبر على القطمون في 27-4 وكان أول ما سقط من القطمون في ايدي اليهود دير الروم الأرثوذكس وقد تبين لابراهيم أبو دية الذي كان متوليا الدفاع عن القطمون ضخامة القوى المهاجمة فطلب النجدة، فجاء فصيل من جيش الانقاذ وخمسون رجلا من الجهاد المقدس، لكن كل هذه القوات لم تستطع الوقوف أمام هجمات اليهود المزودين بأحدث السلاح والعتاد، وفي الأول من مايو اضطر أبو دية مع قلة من المناضلين الذين بقوا على قيد الحياة للمغادرة، وبذلك ترك الأهالي حي القطمون خوفا على حياتهم من مجازر يرتكبها الصهاينة، وهكذا سقط الحي بأيدي العصابات الصهيونية.
وفي 14 مايو انسحبت الكتيبة السادسة من جيش الانقاذ من القدس إلى أريحا، وكانت مهمة هذه الكتيبة حراسة القوافل الفلسطينية في رحلاتها الى بيت لحم والخليل ورام الله، وصدر قرار المغادرة هذه الكتيبة عن غلوب باشا.