بدأ الهجوم الكبير على يافا في 15-03-1948 غير أن المقاتلين العرب ردوا هذا الهجوم، وبعد خمسة أيام شن رجال العصابات اليهودية هجوما أقوى على منطقة أبو كبير وهي منطقة مهمة بجوار يافا، ورد العرب هذا الهجوم أيضاً، لكنه تكرر في 22- و 23 من الشهر نفسه.
أخافت هذه الهجمات المتكررة على يافا وقضائها سكان المدينة، فاستنجدت اللجنة القومية العربية في يافا باللجنة العسكرية في دمشق، وبناء على ارسلت اللجنة العسكرية في 26-3 كتيبة القادسية الى يافا، واتخذت موقعها في حي المنشية والبصة، وفي 24-4 هاجمت العصابات الصهيونية حي المنشية، وفي اليوم التالي ألقو قنابل الهاون والصواريخ على المدينة كلها، واستمر الهجوم بالقوة نفسها حتى 28-4.
في هذه الأثناء أرسل فوزي القاوقجي مجموعة من جيش الانقاذ بقيادة النقيب ميشيل العيسى لدعم المقاومة، لكن العيسى فوجئ بأن قائد كتيبة القادسية النقيب نجم الدين الذي كان يتمركز بالمواقع الاستراتيجية قد أخلى هذه المواقع لخلافه مع القاوقجي، فتمكن اليهود من احتلال المنشية وتل الريش دون خسائر، وفي اليوم نفسه سقطت سلمة والعباسية وبيت دجن من قضاء يافا في أيدي اليهود فدب الرعب، فاندفع الناس هاربين ووقع في الشرك النقيب ميشيل العيسى ورجال فقد أحاط بهم العدو من كل الجهات، وفي 5-5 فر العيسى ورجاله وبعض أعضاء اللجنة القومية من المدينة المحاصرة، مما زاد الرعب في قلوب سكان المدينة فاصيبوا بالذهول هم يشاهدون القوات العربية ترحل عن يافا وعمت الفوضى وترك آلاف السكان بيوتهم خالية بحثا عن وسلة للفرار من يافا.