وعد بلفور
ينسب وعد بلفور الصادر 2 نوفمبر 1917 الى وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور الذي كان معروفا بتأثره بالفكر الصهيوني وتعاطفه مع الصهاينة، وهو عبارة عن رسالة تعاطف وتأييد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وجهها بلفور إلى اللورد ليونيل روتشيلد.
ولد بلفور عام 1848 في ويتنغهام التي اصبحت تعرف اليوم باسم لوثيان وتقع في اسكتلندا، درس تعاليم العهد القديم (التوراة) أثناء دراسته الأولية، وتقلد عدة مناصب سياسية في بلاده منذ تم انتخابه في البرلمان عام 1874 مرورا بتعيينه رئيسا للوزراء عام 1902 وتوليه وزارة الخارجية من عام 1916 حتى العام 1919 وتوفي عن عمر يناهز 82 عاما.
كان بلفور يعارض الهجرة اليهودية الى شرق أوروبا خوفا من انتقالها الى بريطانيا، ورأي أن الأفضل لبريطانيا أن تستغل اليهود في دعم المملكة من خارج أوروبا، إذ كان يؤمن بقدرة الصهيونية على التأثير في إقناع أمريكا للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا، فكانت رسالته إلى اللورد رووتشيلد أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود عل تراب فلسطين، فأعطى بذلك ما لايملك لمن لا يستحق.
ويقول نص الرسالة: يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي: الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.