استطاع الفلسطينيون ان يحتفظوا بثغر عكا البحري والقرى المجاورة لها طوال أيام الصراع الدموي مع اليهود من نوفمبر غلى مايو 1948
وحين وصل جيس اليرموك بقيادة أديب الشيشكلي في أواخر يناير لم يترك سوى ثلاثين مقاتلا لمساندة أهل المدينة، وكان اهل المدينة شوكة في جنب اليهود يتربصون بسياراتهم ويعترضون مقاتليهم.
واستمرت عكا محتفظة بكيانها العربي حتى هوت حيفا بيد اليهود، وكثر عندئذ ساكنوها من اللاجئين وتفرغت لها وحدات اليهود المقاتلة وأخذت تصب عليها نيران مدافعها وأخذ أبناء عكا والمهاجرون من أبناء حيفا يواصلون قتالهم، في حين ظل قائد جيش اليرموك يستنجد بلجنة دمشق العسكرية بلا جدوى، وفي 11-5 قرر الشيشكلي الانسحاب بجيشه، وبقي أهل عكا وحدهم يقاتلون بعد أن خاب الأمل في عون لجنة الجامعة بدمشق، كما أن زيارة وفد منهم الملك عبد الله في عمان لم يأت بما كان يرجى منها من النجدة. وكذلك حدث مع الوفد الذي توجه إلى لبنان.
ودارت معارك دامية عند تل نابليون واستشهد العديد من شباب عكا الذين حاولوا وقف الزحف اليهودي ودارت معركة في الجانب الآخر من المدينة استشهد فيها كل المدافعين عن تلك الجهة من شباب عكا، واستمر الموقف مضطربا خطيرا.
في 15-5 وبينما كان أهالي عكا ينتظرون جحافل الجيوش العربية السبعة، خاضوا قتالا شرسا مع اليهود استمر في الليل والنهار، فتمكنوا من خلاله انتزاع محطة السكة الحديد من اليهود واخرجوهم ايضا من بناية مصلحة الشؤون، كما خاض جزء منهم عركة دامية عند دار السينما الأهلية اسفرت عن مقتل 60 من العصابات اليهودية، لكن المدافعين العرب لم يستطيعوا الصمود طويلا، ففي صباح اليوم التالي اكتشفوا أن ذخيرتهم أوشكت على النفاذ، كما أن الجيوش العربية لم تصل إلى عكا.
ومما زاد الطين بلة أن الصهاينة عمدوا الى بث ميكروب التيفوئيد في المياه مما أدى إلى انتشار المرض الخطير ، وأصبحت المدينة تعج بالمرضى الذين يطلبون علاجاً والأصحاء الذين يطلبون حقنا للوقاية، كما أن الجميع لم يجدوا ماء للشرب والاستعمال.
وهكذا سقطت عكا بأيدي اليهود في 16-5-1948 وبعد سقوط عكا سقطت أيضا القرى التالية: شعيب والمغار والدامون وتمرة وأم فرج والكابرة والزيب والبصة وعمقا وترشيحا.