كانت المعارك في صفد وحولها مستمرة ككل مدن فلسطين وقراها، وكان مجموع سلاح العرب منذ بدء القتال حتى نهايته وبما أرسلت لجنة دمشق مضافا إلى ما تمكن أهل صفد من شرائه لا يزيد عن 400 بندقية بعضها فرنسي وبعضها إنجليزي، وكان أديب الشيشكلي هو قائد القطاع الذي يضم صفد. وقد انسحب الانجليز من صفد – المدينة التاريخية التي تضم حوالي 12500 نسمة وفي 16-4-1948 دخل العرب جوانب المدينة، فاحتلوا كثيرا من جوانبها وكانوا حوالي 600 مقاتل منهم قرابة 470 من الفلسطينيين و 130 من جيش الانقاذ.
قبل معركة صفد تمكن اليهود من احتلال القريتين العربيتين عين الزيتون وبيريا، وبذلك عزلوا صفد عن القرى المهمة، وبينما استمر القتال بين الفريقين دون انقطاع تلقى اليهود في يومي 5 و 6 مايو نجدات عسكرية حملتها 172 سيارة عسكرية، مما أثار في معنويات المقاتلين العرب، ورغم تمسك الصفديون بمواقعهم، وأخذ الشيشكلي يدك بمدافعه مواقع اليهود، اشترك عدد من العراقيين بمدافعهم فأسهموا بقدر كبير في تحطيم الحي اليهودي وجمع اليهود جحافلهم فهاجموا المواقع الصفدية في ثلاثة صفوف وفي 8-5 كان اليهود يستعملون راجمات صنعوها باتقان مع قنابل الهاون، وانكسر الهجوم اليهودي أمام صلابة العرب المدافعين، ولكن الذخائر العربية وهي المشكلة المتكررة بدأت تنقص وتقل.
يقول الكاتب اليهودي مايرفيشر: إن العرب استأنفوا قصف المدافع يومي 9 و 10 مايو، وكانت هذه المرة أشد فتكا وإحكاماً، وكانت قذائفهم يزرع الموت والدمار حيثما تساقطت، وكادت صفد تسقط بأيدي العرب لولا أن هرعت نجدات كبيرة أخرى من قوات البالماخ، وكانت هذه القوات مسلحة بأسلحة كثيرة ووفيرة، وكان بينها عدد غير قليل من مدافع الفيات، وكان الجو ماطرا، والتحم الفريقان في كل مكان ولا سيما عمارة البوليس من دار الى دار ومن غرفة الى غرفة وقد استعملا السلاح الأبيض عندما سكت صوت المدفع ونفذت ذخائر العرب، لكن استنادا الى ميزان القوى سقطت صفد في 12-5 بيد العصابات اليهودية، بعد استشهاد مائة فلسطيني ومقتل 850 يهوديا.