بقذائف "الانيرجا" ووابل رصاص استطاعت اسرائيل قتل أنفاس الشاب باسل الاعرج، 31 عاما، وسط مدينة البيرة في رام الله. وكانت القوات الاسرائيلية قد اقتحمت منزلا تواجد فيه "الشهيد" قرب مسجد البيرة الكبير واختطفت جثمانه، بعد أن قاتل نحو ساعتين.
المولد والنشأة
ولد باسل الأعرج عام 1986، وينحدر من قرية الولجة في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
الدراسة والتكوين
حصل الأعرج خلال دراسته على شهادة الصيدلة.
الوظائف والمسؤوليات
- عمل باسل الأعرج في مجال الصيدلة قرب مدينة القدس المحتلة، وكان مدونا وباحثا في التاريخ الفلسطيني.
- شط في حملات مقاطعة اسرائيل. وكان قد شرع مشروع «توثيق محطات الثورة الفلسطينية» منذ ثورة عام 1936 وصولاً إلى انتفاضة الأقصى عام 2000، وأطلق لهذا الغرض رحلات ميدانية استهدفت زيارة المناطق التي وقعت فيها العمليات والمعارك الفدائية، مثل موقع عملية زقاق الموت التي نفذها ثلاثة من «حركة الجهاد الإسلامي» في الخليل عام 2002، ومعركة الولجة في بيت لحم، ونموذج ريف جنين في جدوى المقاومة، وغيرها.
- حرص الأعرج على تنظيم ندوات تثقيفية في عدد من محافظات الضفة، حيث كانت موضوعاته تناقش الفكر المقاوم. كذلك، كان يحرص على أن يكتب باستمرار في عدة مواقع فلسطينية عدداً من المقالات المتنوعة، التي تتمحور حول مواجهة الاحتلال، ومن بينها مقالة تعكس شخصيته كباحث ومؤرخٍ، عنوَنها بـ«عش نيصاً... وقاتل كالبرغوث».
الشهادة
استشهد الأعرج يوم 6 مارس/آذار2017 عندما اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة منزلا تحصن به في مدينة البيرة قرب رام الله بالضفة الغربية، فقد اشتبك الأعرج مع قوات الاحتلال لمدة ساعتين، وبعد نفاد ذخيرته، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه وقتلته واختطفت جثمانه.
رحل باسل تاركاً وصيته على عجالة في ساحة المعركة، وتم العثور عليها بخط يده بين كتبه ودفاتره، وكانت قصيرة للغاية. ومن أبرز مقولاته التي تداولها آلاف الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
«بدك تصير مثقف، بدك تصير مُشتبك، ما بدك مُشتبك، بلا منك وبلا من ثقافتك».
أبرز مقولات الشهيد.
عزيزي،
الثائر الأناني هو أول من يأكل وأول من يرتاح وأول من ينام وآخر من يموت، لكن الثائر الصادق هو آخر من يأكل وآخر من يرتاح وأول من يموت.
هكذا علمتنا تجارب الثوريين العظام...فكن مثل أبي بكر الصديق؛ فكر بالآخر قبل أن تفكر بنفسك.
حينما أموت فتشوا جسدي قبل أن ترفعوني على الأكتاف، فإن كانت الرّصاصات قد جاءتني من الخلف .. اتركوني أرضًا واذهبوا.. وإن كانت الرّصاصات قد نخرت جسمي من الأمام فارفعوني عاليًا.
"فلسطين هي المعيار الأخلاقي لأي إنسان، فإذا أردت رُؤية الجانب الأخلاقي من أي إنسان اعرف موقفه من قضية فلسطين والمُقاومة في فلسطين".
لكن بإمكاني أن أدلّك على شيء يخفف عندك بعضا من ألمك، الأمر فيه ألم بكل تأكيد، حاول أن تتذكر أن أزمتك الوجودية فعلًا ترتبط بقضية سامية أكبر من أي صراع آخر، دع هذا الأمر في رأسك سيساعدك على تخطيه، دع فلسطين أمام عيونك.
وأنا الآن أسير لحتفي راضيا مقتنعا وجدت أجوبتي ياويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور إلا أن ما أقعدني هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم أما نحن أهل القبور لا نبحث إلا عن رحمة الله.
إنّ أمي قد حبّبتني بالنبيّ المُقاتل أكثَر من النبي النّبي المُسالِم وأورثتني المصاب بالحُسين عبر حليبها عن أمّها عن جدتها عن أجدادها؛ الذي ترَك لنا في الحياة والممات شعار: "هيهات منا الذلة".
بدك تصير مثقف، بدك تصير مثقف مشتبك، إذا ما بدك تكون مشتبك، لا منك ولا من ثقافتك، ولا في فايدة منك.
وصية الشهيد باسل الأعرج.
أما لماذا ذاع صيت الشهيد باسل الأعرج ؟
لأنه كان يكمل النقص فينا، ومضى تاركا كل الأسئلة التي ستؤرقنا طوال حياتنا إن لم نجعل من المقاومة نهج حياة، ذاع صيته لأنه ألزمنا بـ "فعل الشهيد"، على ألا ننساه، بعد أن تُرك يقاتل وحيدا إلا من فلسطين وكحنظلة رافضا الحلول السلمية ونهج التسوية.
لما انسأل أبو الشهيد باسل الأعرج عن قصة هالصورة بلش من أول القصة وحكى:
باسل مطارد وبنعرفش وينه وكانت الدنيا الفجر بعد الصلاة، صليت وبلشت أتصفح بالفيس بوك والأخبار. فجأة قلبي قمطني وقرأت خبر بحكي إستشهاد شاب مجهول الهوية!.
كتاب وجدت أجوبتي.
يتضمن الكتاب كل ما كتبه الشهيد باسل الأعرج من أبحاث ومقالات وتدوينات، المنشورة منها وغير المنشورة، بالإضافة إلى سيرته الشخصية من ميلاده إلى استشهاده، ومختارات مما كتب عنه وإليه؛ حيث تشكل كتابات باسل في مجملها، بياناً سياسياً ثورياً، يجمع بين وضوح الرؤية المبنية على البحث والتحليل وبين الموقف السياسي والأخلاقي المتسق مع هذه الرؤية.
التعليقات - 2